قد ذكر المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس فى مجموع له بين فيه كنائس القاهرة والجهات البحرية فى أواخر الجيل الثانى عشر للمسيح: أنه كان بحارة زويلة كنيسة عظمى جدابها من الأبنية المشيدة والأحجبة المطعمة بالعاج والآبنوس والتصاوير والنقوش المذهبة من عمل الصناع والمصورين المصريين الأقباط والعمد المرمر وغير ذلك ما يذهل الناظرين.
وممن له شركة فى تزيين هذه الكنيسة بذاك العهد أمير من الأمة يقال له: جمال الكفاة أبو سعيد. كان من المعروفين فى عهد الخلافة الحافظية، وكذلك أبو المكارم سعد الله.
وممن كان يتردد للصلاة فيها الرئيس صنيعة الخلافة أبو زكرى يحيى المعروف بالأكرم الذى كان متوليا ديوان التحقيق، ثم ديوان النظر على جميع الدواوين بالحضرة فى الخلافة المذكورة من سنة ٥٣٠ هلالية إلى آخر ربيع الأول سنة ٥٤٢.
وكان بأعلى هذه الكنيسة كنيسة برسم الشهيد مرقوريوس أبى السيفين، وكان موقوفا على الكنيسة الكبرى دور وساحات معتبرة.
وكان فى هذه الحارة كنيسة أخرى غاية فى اللطف وكان من عادة قسوس الكنيسة الكبرى أن يحتفلوا رسميا ثلاث مرار فى كل سنة:
الأولى: يوم أحد الشعانين وهو الأحد الذى قبل أحد عيد الفصح.
والثانية: ثالث يوم من عيد الفصح.
والثالثة: يوم عيد الصليب وهو اليوم السابع عشر من توت.
وذلك أنهم كانوا بعد إقامة الصلاة الاحتفالية يخرجون من الكنيسة بالملابس الرسمية فى جمهور من الأمة حاملين صحف الإنجيل وتتقدمهم المباخر والصلبان وأغصان الزيتون