للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلوم العقلية، وألف مؤلفات كثيرة، منها «شرح على إيساغوجى فى المنطق»، وقد أخذ عن شيوخ، منهم الشيخ أحمد الشناوى وأخذ عنه الشيخ موسى القلينى، وكان فى سنة إحدى وعشرين وألف موجودا، انتهى.

[ترجمة أبى الضياء نور الدين الشيخ على الشبراملسى الشافعى]

وينسب إليها أيضا على بن على أبو الضياء نور الدين الشبراملسى الشافعى القاهرى، ولى الله، أعلم أهل زمانه، لم يأت مثله فى دقة النظر وسرعة استخراج الأحكام وقوة التأنى والحلم والإنصاف، لم يعهد منه أنه أساء إلى أحد الطلبة بكلمة، بل غاية ما يقول إذا تغير من أحد: «الله يصلح حالك يا فلان» كان له قوة إقدام على تفريق كتائب المشكلات، ورسوخ قدم فى حل أقفال المقفلات، موقرا فى النفوس، ذا وجه نورانى ولحية بيضاء طاهرة وهيئة حسنة، يخشع لرؤيته من يراه ولا يريد فراقه، حسن المنادمة لطيف المداعبة مصون المجلس عن الغيبة، صارفا أوقاته فى المطالعة والتلاوة والعبادة، زاهدا فى الدنيا، لا يتردد إلى أحد إلا فى شفاعة خير، إذا مر بالسوق تزدحم الناس على تقبيل يده، مسلمهم وكافرهم. ومن مقولاته: «قيراط من الأدب خير من أربعة وعشرين قيراطا من العلم».

ولد بشبراملّس وحفظ بها القرآن وكف بصره بالجدرى وهو ابن ثلاث سنين، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، لأنه كان يومئذ لابسه، ثم قدم مصر مع والده وحفظ «الشاطبية» و «الخلاصة»، «والبهجة الوردية»، و «المنهاج»، و «نظم التحرير للعمريطى»، و «الغاية»، و «الجزرية»، و «الكفاية»، و «الرحبية»، وغير ذلك، وتلا للسبعة ثم للعشرة، وحضر دروس عبد الرءوف المناوى بالمدرسة الصلاحية جوار الشافعى، وأخذ عنه شرف الدين ابن شيخ الإسلام، والبهوتى، والبشبيشى والزرقانى، وغيرهم، وكان يكتب على جميع ما يقرؤه من الكتب لكنه تبدد بين يدى طلبته. ولم يشتهر منه إلا «حاشية على المواهب» خمس مجلدات، و «حاشية على شرح الشمائل» لابن حجر،