وبهذا الشارع أيضا ثلاثة أضرحة: أحدها ضريح أبى الحمائل داخل زاويته تجاه زاوية خوند، وهو - كما فى طبقات المناوى - محمد السروى العارف الكامل المشهور بأبى الحمائل، قدم مصر، فسكن الزاوية الحمراء، ثم زاوية إبراهيم المواهبى، ومات بها سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، ودفن بزاويته بين السورين.
[ترجمة المواهبى]
ثم ذكر المناوى أن المواهبى هو إبراهيم أبو الطيب بن محمود بن أحمد بن حسن الأقصرائى الشاذلى المشهور بالمواهبى - أحد أتباع الشيخ محمد المغربى - مات بزاويته بقرب قنطرة سنقر سنة أربع عشرة وتسعمائة.
وفى طبقات المناوى أيضا أن عبد العال الجعفرى المتوفى فى أواخر القرن العاشر، دفن بزاوية الشيخ أبى الحمائل بخط بين السورين. (انتهى).
[[زاوية عصفور]]
ثانيها ضريح سيدى عصفور، قال الشعرانى: وكان تجاه زاوية أبى الحمائل زاوية مدفون بها سيدى إبراهيم بن عصيفير، وكان خطه الذى يمشى فيه من باب الشعرية إلى قنطرة الموسكى وإلى جامع الغمرى، وكان كثير الكشف، له وقائع مشهورة، وكان أصله من ناحية البحر الصغير، وظهرت له كرامات وهو صغير. مات سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة. (انتهى).
(قلت): والعامة حرّفت اسمه وقالت عصفور بدل عصيفير.
ثالثها ضريح سيدى على الجمّار، يقال إنه أحد مشايخ الشعرانى.
وبهذا الشارع أيضا عدة من الدور الكبيرة؛ منها دار وقف سليمان أغا السلحدار مجعولة الآن بيتا للصحة الطبية التابعة لقسم باب الشعرية، ومنها دار السيد أحمد العزبى التاجر الشهير، ومنها دار الشيخ عبد الحليم الشعرانى - من ذرية الشيخ الشعرانى - وغير ذلك من الدور الصغيرة والكبيرة.
وهذا وصف شارع الشعرانى فى وقتنا هذا، وأما فى الأزمان القديمة فكان يعرف بخط باب القنطرة. قال المقريزى: وخط باب القنطرة كان يعرف قديما بحارة المرتاحية وحارة الفرحية والرمّاحين، وكان ما بين الرماحين - الذى يعرف اليوم بباب القوس داخل باب القنطرة - وبين الخليج فضاء لا عمارة فيه بطول ما بين باب الرماحين إلى باب الخوخة وإلى