قلت: والزقاق المعروف بخرائب تتر المذكور فى عبارته هو فى وقتنا هذا حارة المبيضة، وأما دار الوزارة فقد استمر الأخذ من أرضها والتغيير فى أوضاعها بالتغلب تارة وبالشراء أخرى إلى أن انمحى أثرها بالكلية. وموضعها اليوم من جهة الشارع حارة المبيضة، والربع الذى بجوارها، ومدرسة قراسنقر - التى فى موضعها الآن مكتب الجمالية - وجامع بيبرس المعروف بالخانقاه، وحوش عطىّ، وما وراء ذلك من الأماكن وغيرها.
[مدرسة قراسنقر]
ومدرسة قراسنقر المذكورة كانت تجاه خانقاه سعيد السعداء أنشأها الأمير قراسنقر المنصورى سنة سبعمائة، وبنى بجوارها مسجدا معلقا ومكتبا لقراءة الأيتام، وقد تخربت.
[مكتب الجمالية]
ثم لما كنت ناظرا على ديوان المدارس والأوقاف عمّرت فى بعض منها مكتب الجمالية الذى هو من المكاتب الأهلية، وهو عامر إلى الآن، وبه كثير من الأولاد لهم خوجات ومعلمون، ويعمل لهم امتحان فى كل سنة.
[جامع بيبرس الجاشنكير]
وأما جامع بيبرس الجاشنكير فهو الجامع القريب من هذا المكتب الذى تجاه الدرب الأصفر، به قبر منشئه يعلوه قبة مرتفعة. وكان إنشاؤه أولا خانقاه للصوفية، وهى أجل خانقاه بالقاهرة، بناها الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكيرى المنصورى قبل أن يلى السلطنة سنة ست وسبعمائة، وبنى بجانبها رباطا يتوصل إليه منها. وبلغ قياس أرض الخانقاه والرباط والقبة نحو فدان وثلث، ولما كملت فى سنة تسع وسبعمائة قرر بالخانقاه أربعمائة صوفى، وبالرباط مائة من الجند وأبناء الناس الذين قعد بهم الوقت، وجعل بها مطبخا يفرق على كل منهم فى كل يوم اللحم والطعام وثلاثة أرغفة من خبز البر، وجعل لهم الحلوى، ورتب بالقبة درسا للحديث النبوى له مدرس وعنده عدة من المحدثين (اه).
وقد أطال المقريزى فى ترجمتها فراجعه. قلت: ولم يكن من ذلك شئ الآن إلا بعض أوقاف شعائرها مقامة منها.
وهذا وصف جهة اليسار من شارع الجمالية ووكالة الصابون.
[وكالة الصابون]
وأما جهة اليمين فبأولها الوكالة الكبيرة المعروفة بوكالة الصابون، وهى التى سماها المقريزى بوكالة قوصون حيث قال: هى فى معنى الفنادق والخانات، ينزلها التجار ببضائع بلاد الشام مكتبة الأسرة - ٢٠٠٨