للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال السيوطى: وقد صار هذا الجامع يسمى الآن «جامع الأباريقى»، وفى زمننا هذا يعنى سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف صار موضعه زاوية صغيرة بها ضريح الشيخ الأباريقى ظاهر يزار، وقد بنى هذه الزاوية الأمير على باشا شريف ابن المرحوم شريف باشا، أحد أمراء الدولة المحمدية العلوية. وبلغنا أن الأمير على باشا المذكور لما نبش الأرض التى بقرب الزاوية لأخذ التراب منها ليرفع به أرض بستانه وجد كثيرا من قطع الرخام، ووجد حيضانا مبنية ومجارى وغير ذلك. وهذا يعين أن جامع غين الذى اشتهر بالأباريقى فيما بعد كان فى هذا الموضع بعينه، والذى عمر منه هو الجزء الذى فيه ضريح الأباريقى المذكور.

[[ترجمة الأمير غين أحد خدام الخليفة الحاكم بأمر الله]]

وقال المقريزى (١): إن غين أحد خدام الخليفة الحاكم بأمر الله، خلع عليه الخليفة المذكور فى تاسع ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وقلده سيفا، وأعطاه سجلا، قرئ فإذا فيه أنه لقّب بقائد القواد، وأمر أن يكتب بذلك، ويكاتب به، وركب وبين يديه عشرة أفراس بسروجها ولجمها، وفى ذى القعدة من السنة المذكورة أنفذ إليه الحاكم خمسة آلاف دينار وخمسة وعشرين فرسا بسروجها ولجمها وقلده الشرطتين والحسبة بمصر والقاهرة والجيزة، والنظر فى أمور الجميع وأموالهم وأحوالهم، وكتب له سجلا بذلك قرئ بالجامع العتيق، فنزل إلى الجامع ومعه سائر العسكر والخلع عليه، وحمل على فرسين، وكان فى سجله مراعاة [أمر] (٢) النبيذ وغيره من المسكرات، وتتبع ذلك والتشديد فيه، وفى المنع من عمل الفقاع (٣) وبيعه،


(١) الخطط المقريزية ج ٢، ص ٢٩٧.
(٢) ما بين الحاصرتين مثبت من خطط المقريزى، ج ٢، ص ٢٩٧.
(٣) الفقّاع: شراب يتخذ من الشعير، وهو من المسكرات.