وعدم ركوب الخيل والبغال والرهوانات، واستخدام المسلمين، وأمر أيضا بالنداء على المرد ومحلقى اللحى يأن يتركوها ولا يحلقوها.
واتفق أن المترجم ضرب شخصا أرنؤديا من عسكر عابدين بيك بالدبوس، حتى كاد يموت، فاشتد بعابدين بيك الحنق، وركب إلى كتخدا بيك، وشنع على المترجم، وتعددت الشكوى منه، وصادفت فى زمن واحد، فأنهى الأمر إلى الباشا، فتقدم إليه بكف المحتسب عن هذه الفعال، فأحضره الكتخدا، وزجره وأمره أن لا يتعدى حكمه الباعة ومن كان يسرى عليهم أحكام من كان فى منصبه قبله، وأن يكون أمامه الميزان ويؤدب المستحق بالكرابيج دون الدبوس.
فمن حينئذ خمدت نار شوكته، وصار حكمه لا يسرى على النصارى، فضلا عن غيرهم. ولم يزل فى إمارته إلى أن مات سنة ست وثلاثين ومائتين وألف. وكان جبارا عسوفا يعاقب بجرح الأذن والضرب بالدبوس، وبهذا أقعد بعض صناع الكنافة على صوانيهم التى على النار، ودق فى أذن بعض السوقة المسمار، إلى غير ذلك من أنواع الإيذاء (انتهى ملخصا)
[ترجمة حسن بيك الجداوى]
ثم بعد حارة السيدة عائشة حارة الحمام، يسلك منها لشارع السكرية وغيره، وعن يسار المارّ بها عطفة صغيرة تعرف بعطفة الكاشف كان بها سكن الأمير حسن بيك الجداوى، بعدما تزوج بابنة الأمير أحمد بيك شنن الذى كان أصله مملوكا للشيخ محمد شنن المالكى شيخ الجامع الأزهر، وقد دخل فى سلك الجندية بعدما فارق ابن سيده لوحشة وقعت بينهما، فخدم عند على بيك الكبير، وأحبه ورقاه وأمره إلى أن قلده كتخدا الجاويشية، ثم قلده الصنجقية، وبقى كذلك إلى أن مات مقتولا سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
وبهذه الحارة أيضا حمام المؤيد الذى عرف به، وهو حمام كبير أنشأه السلطان المؤيد بعد إنشائه للجامع، وجعله وقفا عليه، وجعل له بابين أحدهما من الحارة، والآخر من عطفة صغيرة بشارع تحت الربع تجاه تكية الجلشنى، وهو عامر إلى الآن برسم الرجال والنساء.