للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكره المقريزى فى عقوده وأرّخ مولده كما تقدم لكنه قال تخمينا قال:

وبرع فى فنون من فقه وعربية وأحاديث وغير ذلك.

وهذا المسجد مقام الشعائر إلى الآن جار عليه بعض عوائده الأصلية، ويعمل فيه كثير مما كان يعمل كليالى المحيا وخلافها إلا أنها ليست على خيراتها الأصلية كما هو العادة غالبا فى كل قديم.

ويعمل مولد لسيدى عقبة فى شعبان مع مولد الإمام الليث ، ويقصده الزوار كثيرا فى ليالى الأعياد وخلافها.

وفى رحلة ابن جبير فى ذكر مشاهد بعض أصحاب النبى ، والتابعين بقرافة مصر: أن بها مشهد معاذ بن جبل ومشهد عقبة بن عامر الجهنى حامل راية رسول الله ومشهد صاحب برده ومشهد أبى الحسن صائغه ، ومشهد سارية الجبل ومشهد محمد بن أبى بكر الصديق ومشهد أولاده، ومشهد أحمد بن أبى بكر الصديق ومشهد أسماء بنت أبى بكر الصديق ، ومشهد ابن الزبير بن العوام ومشهد عبد الله بن حذافة السهمى صاحب رسول الله ، ومشهد ابن حليمة مرضعة رسول الله . قال: والمقيد يبرأ من القطع بصحة ذلك وإنما رسم من أسمائهم ما وجده مرسوما/فى تواريخها. وبالجملة فالصحة غالبة لا يشك فيها إن شاء الله ﷿ اه.

وفى رحلة النابلسى (١) قال: قصدنا إلى زيارة عقبة بن عامر الصحابى المشهور ؛ فدخلنا إلى مزاره فوجدناه عظيم البناء كامل الضياء والسناء، وفيه جامع له منارة ومنبر ومحراب تقام فيه صلاة الجمعة، وحوله بيوت عامرة ودور مسكونة بالبركات غامرة وعند مزاره سيفه وترسه معلقان عند رأسه إلى الآن؛ فوقفنا وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى. وقال الهروى فى الزيارات: وفى القرافة قبر عقبة بن عامر الجهنى. والصحيح: أن عقبة بالبصرة والله أعلم.

(قلت): والصحيح أنه فى قرافة مصر.

[ترجمة سيدنا عقبة بن عامر]

ثم قال: وهو عقبة بن عامر بن عيسى بن عمرو بن عدى بن عمرو بن رفاعة بن مودود بن عدى الجهنى، وكنيته: أبو عامر سكن مصر وكان واليا عليها من قبل معاوية


(١) راجع (الحقيقة والمجاز فى الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز للنابلسى صفحة ١٩٨ وما بعدها تقديم وإعداد - د. أحمد عبد المجيد هريدى ط الهيئة المصرية العامة للكتاب).