أحد مماليك السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وتمّ فى سنة ثلاثين وسبعمائة، وهو عامر إلى الآن، وشعائره مقامة من ريع أوقافه، وله بابان أحدهما - وهو الكبير - يفتح على ميدان الحلمية، والثانى داخل الحارة المذكورة، وبه ضريح منشئه، يعلوه قبة مرتفعة، وأوقافه تحت نظر الديوان، ويعمل له مولد كل سنة.
[زاوية الشيخ خلف]
وبجواره زاوية قديمة بداخلها ضريح يقال له الشيخ خلف، وهى الآن متخرّبة ومجعولة مكتبا لتعليم الأطفال القرآن.
[دار الأمير ألماس]
ثم يليها دار كبيرة تعرف بدار قوّاص باشا بداخلها جنينة، وهذه الدار هى دار ألماس التى ذكرها المقريزى حيث قال: هى بخط حوض ابن هنس فيما بينه وبين حدرة البقر بجوار جامع ألماس، أنشأها الأمير ألماس الحاجب، واعتنى برخامها عناية كبيرة واستدعى به من البلاد، فلما قتل فى صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة أمر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بقلع ما فى هذه الدار من الرخام، فقلع جميعه ونقل إلى القلعة، وهى باقية إلى يومنا هذا ينزلها الأمراء. (انتهى).
ثم بعد هذه الدار عطفة تعرف بعطفة الجن، وهى غير نافذة، وبها بيت إسماعيل بيك صبرى، وكانت أولا ضيّقة مظلمة، ومعقود على بابها أحد مساكن الربع الكبير الذى بناه الأمير سيف الدين طغجى الأشرفى صاحب المدرسة الطغجية التى هى الآن زاوية الشيخ عبد الله المجاورة لهذه الحارة من الجهة القبلية، ثم لما اختلّ العقد الذى على بابها، وأزيل صار توسعتها من الجهتين على حسب تنظيم الحارات، وجدّد البيك المذكور داره الموجودة بها، وكذا أصحاب البيوت التى بها، وانقسم الربع قسمين؛ قسم على يمين الداخل صار منزلا مستعملا، وقسم على اليسار باق على أصله إلى الآن.
[زاوية الشيخ عبد الله]
ثم بعد هذه العطفة زاوية الشيخ عبد الله هى بجوار دارنا بالقرب من ضريح المضفر، كانت خطتها تعرف بحدرة البقر، وكانت متخرّبة واستمرّت كذلك مدة إلى أن جدّدناها مع تجديد دارنا المجاورة لها، وذلك فى سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وجدّدنا بجوارها حانوتين من أوقافها، وجعلنا لها ماسورة تجلب لها الماء من مجراة وابور المياه، وعملنا بها