للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوقافا دارّة. وكان أول أمره مدفنا يعلوه زاوية صغيرة تعرف بزاوية الشهداء. وشعائره مقامة إلى الآن من ريع أوقافه.

[دار الأمير أحمد]

وكان موضع هذا الجامع فى القديم دار الأمير أحمد، وكانت بجوار دار الجاولى. عرفت بالأمير أحمد قريب الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكانت من حقوق الحجر، وقد زالت.

وأدركنا مكانها مدفنا يقرأ فيه القرآن يعلوه زاوية مشرفة على الشارع، ثم بعد سنة خمس وسبعين ومائتين وألف استأجر هذا المدفن مع الزاوية رجل من البرابرة، وجعله معملا للمزر المتخذ من القمح، ففزع الناس من ذلك، وتعرض له السيد محمود الحتو، ورفع ذلك للديوان، فمنع البربرى، وعزل الناظر، وأقام السيد محمود ناظرا، فهدمه وبناه على هذا الوضع، ووقف عليه الأوقاف الكثيرة.

[دار الجاولى]

وأما دار الجاولى فكانت عن يمين الداخل من باب النصر يريد المشهد الحسينى. بناها علم الدين سنجر الجاولى، ووقفها على مدرسته التى بالكبش. وهذه الدار موضعها اليوم الوكالتان المعروفة إحداهما بوكالة القناديل، والأخرى بوكالة الزجاج. وكان بقربها الدار المعروفة بدار الهرماس التى تقدم ذكرها. وقد صارت دار الهرماس هذه إلى الأمير جمال الدين عبد الله بن بكتمر الحاجب، وذلك فى سنة ثمانين وسبعمائة، فأنشأها قاعة وعدة حوانيت وربعا علو ذلك. قلت: وقد زال أثرها، وموضعها اليوم مدفن تعطل الدفن فيه لما امتنع الدفن بالقاهرة، وهو تجاه زاوية القاصد المتقدم ذكرها.

[دار الحاجب]

وكان بقرب هذه الدار دار الحاجب. قال المقريزى: هى خارج باب النصر تجاه مصلى الأموات، أنشأها الأمير سيف الدين كهرداش المنصورى - أحد المماليك الزراقين - ثم اشتراها الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، فعرفت به، وقد زالت الآن، وبنى فى موضعها مدفن جديد، أنشأه السيد محمود الحتو، وبنى به قبرا لنفسه.

[مصلى الأموات]

ومصلى الأموات المذكورة هى خارج باب النصر بأول الطريق عن يمنة المارّ بالشارع المسلوك فيه إلى العباسية، وبها قبلة قديمة، بلصقها من الجهة الشرقية معبد يعرف بمعبد الست