الجنازة ستة رؤوس من الجواميس الكبار، وأخرجوا لأسقاط صلاته خمسة وأربعين كيسا تناولها فقراء الأزهر.
ولما وصلوا إلى المدفن هدموا التربة، وأنزلوه فيها بتابوته الخشب لتعسر إخراجه منه بسبب انتفاخه وتهريه، حتى إنهم كانوا يطلقون حول تابوته البخور والرائحة غالبة على ذلك، وامتنع الناس بالأمر عليهم من عمل الأفراح، ودق الطبول ونوبة الباشا وإسماعيل باشا وطاهر باشا، وأقاموا عليه العزاء عند القبر مدة أربعين يوما. ومات وهو مقبل الشبيبة لم يبلغ العشرين وكان أبيض جسيما، بطلا شجاعا جوادا، له ميل لأولاد العرب، منقادا لملة الإسلام، وكان يعترض على أبيه فى أفعاله. تخافه العسكر وتهابه، رحمه الله تعالى. (انتهى).
[حارة الروم]
ثم إن حارة الروم المذكورة هى من الحارات القديمة التى ذكرها المقريزى بقوله:
اختطت الروم حارتين؛ حارة الروم والآن وحارة الروم الجوّانية، فلما ثقل ذلك عليهم قالوا الجوانية لا غير، والورّاقون إلى هذا الوقت يكتبون حارة الروم السفلى وحارة الروم العليا المعروفة اليوم بالجوّانية.
وفى سابع عشر ذى الحجة سنة تسع وتسعين وثلثمائة أمر الخليفة الحاكم بأمر الله بهدم حارة الروم، فهدمت ونهبت، وقال عند ذكر مسالك القاهرة ما يفيد أن حارة الروم السفلى كانت خارج باب زويلة الذى وضعه جوهر القائد. (اه. ملخصا).
وقال أيضا فى ترجمة حمّام السيدة العمة إنه كان على يمين الداخل بأول حارة الروم حمامان يعرفان بحمامى السيدة العمة تجاه ربع الحاجب لؤلؤ - المعروف الآن بربع الزياتين علو الفندق الذى بابه بسوق الشوايين، ثم قال: إن الحمامين قد انتقلا إلى الكامل بن شاور، ثم إلى ورثة الشريف بن ثعلب. (انتهى). قلت: وفى وقتنا هذا لم يبق لهما أثر، وأما الفندق المذكور فهو الوكالة المعروفة الآن بوكالة القصب.
[وبحارة الروم جملة عطف وحارات هذا بيانها]
- عطفة الذهبى على يمين المارّ وليست نافذة، وبداخلها عطفتان وزاوية تعرف بزاوية السيد أحمد أبى النصر، وهى غير مقامة الشعائر لتخرّبها وبها ضريح الشيخ أحمد المذكور، ونظارتها للأوقاف.