للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر «المسيحى» فى تاريخه أن العزيز بالله نزار المعز لدين الله هو أول من بنى الحمامات بالقاهرة، وقال الشريف أسعد نقلا عن القاضى القضاعى إنه كان فى مصر - يعنى الفسطاط - ألف ومائة وسبعون حماما. (أقول): ولا يخاو ذلك من المبالغة.

وذكر ابن عبد الظاهر أن عدد الحمامات إلى آخر سنة خمس وسبعين وستمائة يقرب من ثمانين حماما.

وفى كتاب «قطف الأزهار» أن عدد الحمامات كان فى سنة أربع وثلاثين ومائة وألف من الهجرة دون ذلك. والحمامات التى تكلم عليها المقريزى خمسة وأربعون حماما، منها اثنا عشر، حدثت فى زمن الفاطميين، وستة أنشئت فى زمن الأيوبية، وفى زمن السلاطين الجراكسة أنشئ اثنان وعشرون حماما، فيكون مجموع ذلك أربعين حماما، وينتج أنه من ابتداء القرن التاسع، إلى مبدأ القرن الثانى عشر استجد بمصر نحو ستين حماما.

وأغلب هذه الحمامات موقوف، وبإهمالها تخربت، وتصرف فيها الملاك، واستعوضت بمبان أخر، حتى آلت إلى العدد الذى قدمنا ذكره.

***

[مطلب عدد الاسبتاليات]

ويوجد الآن بالقاهرة لمعالجة المرضى خمس اسبتاليات: اثنتان للأوروباويين؛ إحداهما بالعباسية، وتعرف بالاسبتاليا الأوروباوية، والأخرى بالاسماعيلية، وتعرف بالاسبتاليا البرنسانية، واثنتان للحكومة المصرية، الأولى اسبتالية القصر العينى الملحقة بمدرسة الطب، أحدثها العزيز محمد على، وهى قسمان: قسم للمرضى من الرجال، وقسم للمرضى من النساء، وبها من الأسرّة نحو ألف ومائة وخمسين سريرا، ومرتب بها الحكماء والأجزاخانة والمأكل والمشرب والملبس. وفى المدد السابقة كانت معالجة المرضى من فيض المراحم الخديوية، والآن ترتب على المرضى، ما عدا المثبت فقره منهم مبلغ يدفعه عن كل يوم أقامه بالاسبتاليا حتى يشفى.

والثانية اسبتالية المجاذيب بالعباسية، وهى مستجدة حدثت من فيض مراحم الحضرة الخديوية التوفيقية وهى قسمان أيضا: قسم للرجال، وقسم للنساء، وبها من الأسرّة نحو ثلثمائة سرير، وبها الحكماء والأجزاخانة، والخدمة اللازمة، وقبل ذلك كانت المجاذيب فى جزء