مزعج فى الجبلين، وفى الصباح ذهب أهل البلد إلى محل القرقعة لكشف الخبر فوجدوا أحد الجبلين قد انتقل من مكانه، وقطع عرض الوادى الذى بينهما حتى اتصل بعضه بالجبل الآخر، والماء مستمر على جريه، ولم ينكسر من الجبل المنتقل شئ، وكان طوله مائتى ذراع، وكان عرض الوادى مائة ذراع، انتهى.
وتكلم أيضا أحمد العسقلانى وابن إياس على زلزلة عظيمة حصلت سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، وذكر المقريزى أن زلزلة أخرى حصلت بعد ذلك بعشر سنين، انتهى.
[ترجمة الفاضل الشيخ على السخاوى]
وإلى هذه البلدة ينسب الإمام الفاضل الشيخ على السخاوى، وقد ترجمه ابن خلكان فقال: هو أبو الحسن على بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد ابن عبد الغالب المهدانى المصرى السخاوى المقرئ النحوى الملقب علم الدين، كان قد اشتغل بالقاهرة على الشيخ أبى محمد القاسم الشاطبى المقرئ وأتقن عليه علم القراءات والنحو واللغة، وعلى أبى الجود غياث بن فارس بن مكى المقرئ، وسمع بالإسكندرية من السلف وابن عوف، وبمصر من البوصيرى وابن ياسين، ثم انتقل إلى مدينة دمشق وتقدم بها على علماء فنونه واشتهر، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم، وشرح «المفصل» للزمخشرى فى أربع مجلدات، وشرح القصيدة الشاطبية فى القراءات وكان قد قرأها على ناظمها، وله خطب وأشعار، وكان متعينا فى وقته، ورأيته بدمشق والناس يزدحمون عليه فى الجامع لأجل القراءة، ولا يصح لواحد منهم نوبة إلا بعد زمان، ورأيته مرارا يركب بهيمة وهو يصعد إلى جبل الصالحية وحوله اثنان أو ثلاثة، وكل واحد يقرأ ميعاده فى موضع غير الآخر والكل فى دفعة واحدة، وهو يرد على الجميع، ولم يزل مواظبا على وظيفته إلى أن توفى بدمشق ليلة الأحد ثانى