جزء عظيم من الجامع الأموى بدمشق، وبقيت الأرض مرتجة عشرين يوما، وقد تكلم على هذه الزلزلة أبو المحاسن أيضا وابن إياس.
ومما انهدم فى مصر جامع عمرو بن العاص ثم رممه النائب سلار، والجامع الأزهر ورممه سلار أيضا بالاشتراك مع سنقر الأعسر، وجامع الصالح طلائع خارج باب زويلة ثم عمره السلطان، ومئذنة جامع المدرسة المنصورية ثم أعيدت من ربيع الوقف، ومئذنة جامع الفاكهانى.
قال: وفى كتاب «السلوك» أيضا أنه حصلت فى الشام ومصر زلزلة سنة ستمائة، اتصل تأثيرها بالجزيرة المسماة عند الإفرنج الميزبوتامى، وبلاد الروم وجزيرة صقلية وقبرص وبلاد الموصل والعراق، وامتدت إلى سبتة من بلاد المغرب، وبعدها بثمان سنين حلت زلزلة تهدم بها مبان كثيرة بالقاهرة والفسطاط.
ومن هذا القبيل ما نقله كترمير أيضا عن كتاب «السلوك» أن فى يوم الخميس رابع عشر صفر من سنة أربع وثمانين وستمائة ظهر بناحية العسولية -وهى قرية من قرى حمص-فى السماء سحابة مظلمة معها رعد كثير، وظهر منها دخان امتد إلى الأرض، وكان فى شكل الثعبان لكنه غليظ لا يستطيع أن يحيط به جماعة من الناس ورأسه فى السماء وذنبه يلعب على الأرض كالزوبعة، فكانت ترفع الحجارة الكبيرة أكثر من رمية سهم ويسمع لها عند سقوطها فرقعة عظيمة، وتقع فى مكان بعيد عن محلها الأصلى وترفع الجمل قدر رمح، وأخربت جهات كثيرة وأتلفت حيوانات وأبنية، وكان بقرب موضعها جيش من العساكر المصرية نحو ألفى فارس، فأخذت منهم السروج والدروع وآلات الحرب والملابس، وكانت تأخذ من العسكر جملة في دفعة، وبعد قليل أخذت مشرقة فى الصحراء ثم اضمحلت وعقبها مطر كثير.
وفيه أيضا أن خبرا ورد من حماة فى سنة ست وسبعمائة مصدقا عليه من القاضى أنه حصل فى قرية باريم الواقعة بين جبلين قرقعة عظيمة ليلا وصوت