للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ سليم الجنانى]

وإليها ينسب كما فى الضوء اللامع (١) للسخاوى سليم بن عبد الرحمن بن سليم- ككبير فيهما-العسقلانى الأصل الجنانى الأزهرى لإقامته به، أقام فيه ملازما للعبادة وقراءة القرآن إلى أن ظهر أمره وصار للناس فيه اعتقاد وقصد للزيارة ورزق الأولاد.

وكان لا يأخذه فى الله لومة لائم بل يكلم أرباب الدولة بالخشونة مع بله وسلامة باطن، وإذا سمع بمنكر جمع فقراءه وتوجه بالسلاح والمطارق لإزالته فمرة ينتصر ومرة لا يتمكن، وكان الأشرف يجلسه بجانبه ويصغى لكلامه وربما يقول الشيخ «لا تكذب على» فيضحك الأشرف وقال مرة وقت اجتماع الناس لصلاة الجمعة وقد خرج من رواق الريافة بالجامع الأزهر إلى صحن الجامع وبيده عصا يضرب بها على الأرض الصلاة على ابن النصرانية وكرر ذلك، وعنى به سعد الدين ابن كاتب جكم فلم يقم المشار إليه إلا يسيرا ثم مرض ومات واستغفله شخص حتى شهد له فى مكتوب ثم اطلع على تزويره فبادر إلى بعض القضاة وقال له: عزرنى على شهادة الزور، فقال:

يكفى رجوعك ولم تكن متعمدا/فذهب إلى غيره فقال له كذلك، فاستغاث وأنكر على القضاة، ثم قال أنا أعزر نفسى وعلّق النعال فى عنقه وطاف الأسواق وأمر أتباعه ينادون عليه هذا جزاء من يشهد بالزور.

وكان شهما حج مرات وأرخ فى الحواث من أخباره ولم يزل على طريقته إلى أن مات سنة أربعين وثمانمائة ودفن بالصحراء خلف جامع طشتمر الساقى المعروف بحمص أخضر، وكانت جنازته مشهودة وقبره هناك معروف يقصد بالزيارة، انتهى.

[(جمزور)]

قرية من مديرية المنوفية بقسم تلا فى شرقى ناحية بابل بنحو ثلاثة آلاف متر، وفى قبلى صناديد بنحو ستة آلاف متر وأبنيتها بالآجر واللبن، وبها مسجدان جامعان غير الزوايا أحدهما فى جهتها الشرقية وهو جامع قديم تهدّم فأنشأته الأهالى سنة أربع ومائتين وألف، والآخر فى جهتها الغربية يقال له جامع سيدى


(١) انظر الضوء اللامع ٣/ ٢٧١ ط المقدسى.