يبتدئ من آخر شارع اللبودية بجوار جامع السلطان جقمق الذى تجاه عطفة الست بيرم، وينتهى لرأس حارة الحمام، وطوله أربعمائة متر وثمانية وعشرون مترا، عرف بأحد أبواب القاهرة الذى بناه القائد جوهر المعروف بباب سعادة. ومحله اليوم الفضاء الموجود قبلى سراى الأمير منصور باشا.
[ترجمة سعادة غلام المعز]
قال المقريزى: وسعادة هذا هو ابن حيان غلام المعز لدين الله، لأنه لما قدم من بلاد المغرب بعد بناء القائد جوهر القاهرة نزل بالجيزة، وخرج جوهر إلى لقائه، فلما عاين سعادة جوهرا ترجل وسار إلى القاهرة فى رجب سنة ستين وثلثمائة فدخل إليها من هذا الباب، فعرف به وقيل له باب سعادة.
ووافى سعادة هذا القاهرة بجيش كبير معه. فلما كان فى شوال سيره جوهر فى عسكر جرار عند ورود الخبر من دمشق بمجئ الحسين بن أحمد القرمطى إلى الشام، وقتل جعفر ابن فلاح، فسار سعادة يريد الرملة فوجد القرمطى قد قصدها، فانحاز بمن معه إلى يافا، ورجع إلى مصر، ثم خرج إلى الرملة فملكها فى سنة إحدى وستين، فأقبل إليه القرمطى، ففر منه إلى القاهرة. وبها مات لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وستين وثلثمائة، وحضر جوهر جنازته، وصلى عليه الشريف أبو جعفر مسلم. وكان فيه بر وإحسان. (انتهى).
(قلت): وتربته هى المعروفة اليوم بتربة الست سعادة التى بأول سور سراى الأمير منصور باشا تجاه الخليج.