وكانوا يمدون البلاطة، ويجعلون فى ثقب بوسطها قطبا من حديد قائما، ثم يركبون عليها بلاطة أخرى مثقوبة الوسط، ويدخلون القطب فيها، ثم يذاب الرصاص، ويصب فى القطب حول البلاطة بهندام واتقان إلى أن كملت، وجعل لها أبواب تحت الأرض بأربعين ذراعا.
قال: ويقال إن شداد بن عديم بنى الأهرام الدهشورية من الحجارة التى كانت قد قطعت فى زمن أبيه.
قال: وقد ذكر أن بعض ملوك الإسلام شرع يهدم بعض أهرام الجيزة، فإذا خراج مصر لا يفى بقلعها، وهى من الحجر والرخام. وكان الملك منهم إذا مات وضع فى حوض من حجارة، ويسمى بمصر والشام الجرن، وأطبق عليه، ثم يبنى من الهرم على مقدار ما يريدون من إرتفاع الأساس، ثم يحمل الحوض ويوضع وسط الهرم، ثم يقنطر عليه البنيان، ثم يرفعون البناء على المقدار الذى يرونه، ويجعل باب الهرم تحت الهرم، ثم يحفر له طريق تحت الأرض، ويعقد أزج طوله تحت الأرض مائة ذراع أو أكثر. ولكل هرم من هذه الأهرام باب مدخله على ما وصفت.
قال: وكان القوم يبنون الهرم من هذه الأهرام مدرجا ذا مراق كالدرج، فإذا فرغ نحتوه من فوق إلى أسفل. فهذه كانت جبلتهم، وكانوا مع ذلك لهم قوة وصبر وطاعة.
قال: وفى كتاب «البنية والإشراف»: والهرمان اللذان فى غربى الفسطاط مبنيان بالحجر العظيم على الرياح الأربع، كل ركن من أركانهما يقابل ريحا منها، فأعظمها فيهما تأثيرا ريح الجنوب وهى المريسى. انتهى.
وفيه أيضا عن الحوقلى أن الهرمين اللذين تجاه الفسطاط مبنيان بحجارة الكذان التى سمك الحجر وطوله وعرضه من العشرة أذرع إلى الثمان؛ بحسب