وفى سنة ست وثمانين ومائتين وألف - عندما كنت ناظرا على ديوان الأوقاف - كان بلصق مسجد السيدة زينب من الجهة الشرقية مقبرة مهجورة وبعدها أراضى فضاء ومزارع، فاشتريت ما كان مملوكا من ذلك وأضفته إلى أرض المقبرة، ثم أعطى بالحكر لمن كان يرغب فى ذلك، فأخذ منه الكثير من الناس، وبنوا فيه، وبعد قليل من الزمن صار خطا عظيما به جملة شوارع وحارات وبيوت لكثير من الأمراء وغيرهم، وبهذا السبب ردم معظم البركة.
وفى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف - مدة نظارتى على الأشغال - عمل تصميم على إزالة جميع التلول الموجودة بطول الشارع من بوابة السيدة زينب إلى مصر العتيقة، والتلول الموجودة جهة زين العابدين خلف الديورة، وجيارة الميرى إلى العيون، وبالاتحاد مع مجلس الصحة صار اختيار هذه الجهة لبناء سلخانة عمومية لمدينة مصر وضواحيها، وعمل لها الرسم المستوفى لشروط الصحة، ثم أعطيت بالمقاولة، فبلغت قيمتها نحو عشرين ألف جنيه مصرية.
[دار الأمير أرغون]
(قلت): وكان بهذا الشارع أيضا دار الأمير أرغون، ذكرها المقريزى حيث قال:
هذه الدار بالجسر الأعظم على بركة الفيل، أنشأها الأمير أرغون سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وأدخل فيها من أرض بركة الفيل عشرين ذراعا. (انتهى). ومحلها الآن الحوش المقابل لجامع الحاولى المعروف بحوش إبراهيم شركس وما جاوره إلى الحوض المرصود.
[ترجمة الأمير أرغون]
وأرغون هذا هو - كما فى المقريزى - الأمير سيف الدين أرغون الكاملى نائب حلب ودمشق، تبناه الملك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون وزوّجه أخته من أمه بنت الأمير أرغون العلائى فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكان يعرف أولا بأرغون الصغير. مات بالقدس يوم الخميس لخمس بقين من شوال سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. (انتهى).
ثم إنه يوجد بهذا الشارع من جهة اليمين خمسة دروب وثلاث عطف، كلها غير نافذة، وهى على هذا الترتيب:
- درب الطولونى.
- عطفة الحمامى.
- عطفة الشيخ عبد الله، بداخلها ضريح الشيخ عبد الله.
- عطفة الزيّاتين، بداخلها ضريح الشيخ محمد المأمون،