للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوصون ووافقه على خلع الملك المنصور أبى بكر ابن الملك الناصر، ثم لما هرب ألطنبغا الفخرى اتفق الأمراء مع أيدغمش على الأمير قوصون، فوافقهم على محاربته وقبض على قوصون وجماعته، وجهّزهم إلى الإسكندرية، وجهّز من أمسك ألطنبغا ومن معه وأرسلهم أيضا إلى الإسكندرية. وصار أيدغمش فى هذه النوبة هو المشار إليه فى الحل والعقد. مات سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ودفن خارج ميدان الحصى ظاهر دمشق. وكان جوادا كريما، وله المكانة عند الملك الناصر الكبير . (انتهى) .. (قلت): وقد بسط المقريزى الكلام فى ترجمته عند ذكر الخوخ فراجعه.

وهذا الوصف هو وصف شارع المناخلية والسكرية اليوم، وأما فى الأزمان القديمة، فكانت هذه الخطة تعرف بسوق الغرابليين والمناخليين. قال المقريزى: لما نقل أمير الجيوش باب زويلة إلى حيث هو الآن صار فى المسافة التى حدثت بين الباب القديم والباب الجديد سوق الغرابليين والمناخليين، وهذه المسافة هى من زاوية سالم المعروفة قديما بزاوية سام بن نوح إلى باب زويلة الآن، ثم قال: وكان فيه حوانيت تعمل بها مناخل الدقيق والغرابيل، ويقابلها عدّة حوانيت تصنع فيها الأغلاق المعروفة بالضبب. وما بعد ذلك إلى باب زويلة فيه كثير من الحوانيت يجلس ببعضها عدة من الجبّانين لبيع أنواع الجبن المجلوب من البلاد الشامية.

وفى بعض تلك الحوانيت قوم يجلسون لعلاج من عساه ينصدع له عظم أو ينكسر أو يصيبه جرح يعرفون بالمجبّرين، فهذه قصبة القاهرة. (انتهى ملخصا).

(قلت): وكان فى هذه المسافة أيضا فندق صالح الذى ذكره المقريزى حيث قال:

هذا الفندق بجوار باب القوس الذى كان أحد بابى زويلة، فمن سلك اليوم من المسجد المعروف بسام بن نوح يريد باب زويلة صار هذا الفندق على يساره، وأنشأه هو وما يعلوه من الربع الملك الصالح علاء الدين على ابن السلطان الملك المنصور قلاوون.

[مطلب سلطنة الملك الصالح علاء الدين ابن الملك المنصور قلاوون]

وكان أبوه لما عزم على المسير إلى محاربة التتر ببلاد الشام سلطنه، وأركبه بشعار السلطنة من قلعة الجبل فى شهر رجب سنة تسع وسبعين وستمائة، وشقّ به شارع القاهرة من باب النصر إلى أن عاد إلى قلعة الجبل، وأجلسه على مرتبته، وجلس إلى جانبه، فمرض عقيب ذلك ومات ليلة الجمعة الرابع من شعبان، فأظهر السلطان لموته جزعا مفرطا وحزنا زائدا، وصرخ بأعلى صوته: «وا ولداه»! ورمى كلوتته عن رأسه إلى الأرض، وبقى مكشوف الرأس إلى أن دخل الأمراء إليه وهو مكشوف الرأس يصرخ «وا ولداه»، فعندما عاينوه كذلك ألقوا