كلوتاتهم عن رؤوسهم، وبكوا ساعة، ثم أخذ الأمير طرنطاى النائب شاش السلطان من الأرض، وناوله للأمير سنقر الأشقر، فأخذه ومشى وهو مكشوف الرأس، وقبّل الأرض وناول الشاش للسلطان، فدفعه وقال:«إيش أعمل بالملك بعد ولدى»، وامتنع من لبسه، فقبّل الأمراء الأرض يسألون السلطان فى لبس شاشه، ويخضعون له فى السؤال ساعة، حتى أجابهم وغطّى رأسه. فلما أصبح خرجت جنازته من القلعة، ومعها الأمراء من غير حضور السلطان وساروا بها إلى تربة أمه المعروفة «بتربة خاتون» قريبا من المشهد النفيسى، فواروه وانصرفوا.
(انتهى).
(قلت): كان بهذه المسافة أيضا قيسارية الفاضل. قال المقريزى: هذه القيسارية على يمنة من يدخل من باب زويلة، عرفت بالقاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى، وهى الآن فى أوقاف المارستان المنصورى. (انتهى). (قلت): ومحلها الآن الدكاكين والوكالة التى هناك. وقبل بناء جامع المؤيد كان فى مقابلتها قيسارية سنقر الأشقر، وهدمها الملك المؤيد وأدخلها فى جامعه، وكذا هدم قيسارية رسلان ومن حقوقها باب الجامع وبعض الدكاكين المجاورة له من بحرى. وكان يوجد بعد هذه القيسارية قيسارية بيبرس على رأس حارة الجودرية ذكرناها هناك.
وهذا وصف شارع السكرية قديما وحديثا، وقد بسطنا القول على باب زويلة المذكور هنا فى الكلام على شارع باب زويلة، فانظره هناك.