ثم تخرج من درب العنبة وتمشى قليلا تجد درب الأنصارى، بأوله بيت السيد إبراهيم المويلحى والد السيد عبد الخالق المويلحى والد عبد السلام بيك المويلحى الموجود الآن. وكان بآخره زاوية تعرف بزاوية الأنصارى، بها ضريح الشيخ محمد الأنصارى، الذى عرف الدرب به، فلما فتح شارع محمد على زالت هذه الزاوية ونقلت جثة الشيخ محمد المذكور، فدفنت بالقطعة الصغيرة التى بقيت بحافة الشارع تجاه بيت الحاج محمد القصبجى الذى هناك.
ثم لما تخرج من درب الأنصارى تجد عن يسارك الحمام المعروف بحمام القزازية، وهو حمام صغير برسم الرجال والنساء، وبجواره جامع الأمير حسين.
[ترجمة الأمير حسين]
قال المقريزى: كان موضعه بستانا بجوار غيط العدة، أنشأه الأمير حسين بن أبى بكر ابن إسماعيل بن حيدر بيك مشرف الرومى. قدم مع أبيه من بلاد الروم إلى ديار مصر سنة خمس وسبعين وستمائة، وتخصص بالأمير حسام الدين لاجين المنصورى قبل سلطنته، فكانت، له منه مكانة مكينة، وصار أمير شكار، وأنشأ أيضا القنطرة المعروفة بقنطرة الأمير حسين على خليج القاهرة، وفتح الخوخة بسور القاهرة بجوار الوزيرية. توفى فى سابع المحرم سنة تسع وعشرين وسبعمائة. (انتهى).
(قلت): وأكثره الآن متخرب، وإنما يصلى فى بعض بوائكه الغربية من المنبر، وله بابان: أحدهما-وهو الكبير-بجوار الحمام، وعلى عقده منارة مرتفعة من الحجر دقيقة الصنعة، والآخر من جهة حارة المناصرة، وبه بئر وصهريج وبعض أشجار، وله أوقاف تحت نظر الديوان.
[مدرسة ابن عرام]
وفى مقابلة بابه الكبير زريبة متسعة تحت يد الشيخ العباسى-مفتى الديار المصرية سابقا- كانت أول أمرها مدرسة تعرف بمدرسة ابن عرام. قال المقريزى: هى بجوار جامع الأمير