للشافعية وأخرى للمالكية، وبنى مدرسة بمدينة الرها وسمع الحديث من السّلفى وابن عوف، وكان عنده فضل وأدب وله شعر حسن، وكان جوادا شجاعا مقداما شديد البأس عظيم الهيبة كثير الإحسان، مات فى نواحى خلاط ليلة الجمعة تاسع شهر رمضان سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ونقل إلى حماة فدفن بها فى تربة بناها على قبره ابنه الملك المنصور محمد انتهى باختصار.
أقول: ويغلب على الظن أن محلها الآن الحارة المعروفة بحارة الشّراقوة التى بمصر القديمة تجاه قصر الشمع من الجهة الغربية المجاورة لجنينة الجعجعى وجنينة الصدار وجامع المرحومى، ويوجد إلى اليوم بالحائط الغربى لجنينة الجعجعى المذكورة باب كبير مسدود بناؤه من الحجر الكبير وعقده من الرخام، وهو مزرر تزريرا محكما فى غاية الإتقان يشبه أبواب المدارس القديمة، وبجانبه باب الحمام والاثنان مسدودان بالبناء.
ويوجد بجامع المرحومى هئذنة قديمة جميعها بالطوب الأحمر ومقر نصاتها من الجبس والطوب بخلاف بناء الجامع فإنه مستجد، وهذه المئذنة بناؤها يشبه بناء جامع الحاكم وجامع طولون، فبتلك الآثار يستدل على أن حارة الشراقوة بما احتوت عليه من العشش والمنازل الحقيرة واقعة فى كل منازل العز، وأن الجنائن الموجودة هناك هى بعض بساتينها، ويؤيد ذلك أن تلك الحارة بآخر الشارع الذى ابتداؤه من عند السيدة نفيسة ﵂ المار تجاه جامع عمرو وقصر الشمع المعروف فى خطط المقريزى بالشارع الأعظم، الذى كانت الخلفاء تمر به أيام المواكب والمواسم إلى أن تصل إلى منازل العز ودار الملك اللتين كانتا من متنزهاتهم.
[المدرسة المنصورية]
هى بشارع النحاسين تجاه المدرسة الكاملية. أنشأها الملك المنصور قلاوون الألفى الصالحى، وهى عامرة إلى الآن وتعرف بجامع المارستان. انظر الجوامع.