هى مدينة قديمة كانت على الشاطئ الأيمن من النيل، وموضعها على ما فى خطط الرومانيين بين مدينتين قديمتين كانتا على الشاطئ المذكور، وهما مدينة عليا التى هى الآن قرية منقطين، ومدينة أفروديت التى هى أطفيح على بعد ستة عشر ميلا من الأولى، وأربعة وعشرين من الثانية، فهى حينئذ قريبة من قرية بياض فى الجهة البحرية، والظاهر أن قرية بياض المذكورة حدثت بعد هجوم رمال الصحراء على المدينة القديمة، لأنه يوجد فى مقابلتها من الجبل واد متسع يوصل إلى البحر الأحمر، والرياح دائما تنسف منه الرمال، حتى غطت سعة عظيمة من الأرض كانت مزروعة فى الأزمان السابقة، وأهالى تلك القرية نصارى وهى مشهورة بجودة الجبس الداخل فى عمارة مبانى القاهرة وضواحيها، انظر الكلام عليها فى حرف الباء.
[(الطينة)]
مدينة كانت من أعظم مدن مصر، فى النهاية الشرقية من بحيرة المنزلة بمديرية الدقهلية، وكانت تسمى أولا (ببلوز)، ومعنى ببلوز: الطينة، فلذا سماها الغرب فى مؤلفاتهم الطينة.
قال استرابون: إنها كانت بعيدة عن البحر بقدر ميلين، وهى من أقدم المدن، ولم يعلم الوقت الذى ظهرت فيه، وكانت وقت سياحة هيرودوط فى أرض مصر على غاية من العمارية، وبسبب وقوعها فى حدود مصر من الجهة الشرقية، كان معتنى بها من لدن حاكم مصر سيما فى زمن الفراعنة، فإنها كانت من الحصون المنيعة بها العساكر وأنواع السلاح كما عليه الإسكندرية الآن، وكانت معمورة بأنواع المتاجر، وكان لها مينا لا تخلو من السفن الواردة والصادرة بأنواع السلع، ونقل عن بعض السلف أن (سيتر وستربس)، بنى سورا