الناس، حسن الهيئة، صنف سوى ما تقدم فضل صلاة الجماعة فى جزء لطيف، وشرح أربعى النووى، وغيرهما. مات فى صفر سنة ست وخمسين بمدرسة قراقجا، وصلى عليه المناوى، أ. هـ ملخصا.
[ترجمة الشيخ محمد رضوان السيوطى المعروف بابن الصلاحى]
وينسب إليها كما فى الجبرتى: السيد العالم الأديب الماهر الناظم الناثر محمد رضوان السيوطى، الشهير بابن الصلاحى، ولد بأسيوط علي رأس الأربعين، ونشأ هناك، وأمّه شريفة من بيت شهير هناك. ولما ترعرع ورد مصر وحصل العلوم، وحضر دروس الشيخ محمد الحفنى ولازمه وانتسب إليه فلاحظته أنواره ولا بسته أسراره، ومال إلى فن الأدب فأخذ منه بالحظ الأوفر، وخطه فى غاية الجودة والصحة، وكتب نسخة من القاموس جاءت فى غاية الحسن والإتقان والضبط، وله شعر عذب يغوص فيه على غرائب المعانى وربما يبتكر ما لم يسبق إليه، وقد أجازه الشيخ الحفنى بما نصه: نحمدك يا عليم يا فتاح يا ذا المن بالعلم والصلاح، ونصلى ونسلم على أقوى سند وعلى آله وصحبه معادن الفضل والمدد، أما بعد، فإن المولى العلامة، الرحلة الفهامة، الحاذق الأديب، واللوذعى الأريب، مولانا الشيخ محمد الصلاحى السيوطي قد حاز من التحلي بفرائد المسائل العلية أوفر نصيب، بفهم ثاقب وإدراك مصيب، فكان أهلا للانتظام فى سلك الأعلام بإجازته، كما هو سنن أئمة الإسلام، فأجزته ما تضمنته هذه الوريقات من العلوم العقلية والنقلية المتلقاة عن الأثبات، وبسائر ما تجوز لى روايته، أو ثبتت لدىّ درايته، موصيا له بتقوى الله التى هى أقوى سبيل النجاة، وأن لا ينسانى من صالح دعواته فى أويقات توجهاته، نفعه الله ونفع به، ونظمه فى عقد أهل قربه، وأفضل الصلاة والسلام على أكمل رسل السلام، وعلي آله أئمة الهدى، وصحبه نجوم الاقتدا، كتبه محمد بن سالم الحفناوى الشافعى ثامن جمادى الثانية سنة ثمان وسبعين ومائة وألف، وللمترجم مقامة بديعة متضمنة مدح رسول الله