القرن الرابع من الميلاد بأن يجمع كل من كان يصلح للعسكرية من هذه المديرية ومن صحارى الوجه القبلى، فجمع من مديرية مريوط ومن خط وادى النطرون، الملاصق له فى جهة الجنوب، خمسة آلاف، وأرسلهم إلى القسطنطينية فأدخلهم العسكرية.
[مدينة مريوط]
هذه المدينة كانت من المدن القديمة، ذكرها (هيردوت) وغيره، وذكرها مؤلفو العرب. وهى بقرب إسكندرية وموضعها الآن فى مقابلة الشيخ أبى الخير، وسعة أرضها ١٥٠٠ متر طولا و ٨٠٠ متر عرضا.
ومن أمعن النظر فى خرابها وما به من آثار المبانى العظيمة، عرف أنها كانت من المدن الكبيرة من ضمنها آثار أرضة ومولص، وهذا يدل على أنها كانت تمتد إلى البحيرة، وأنها كانت من مراكز التجارة المشهورة.
وكانت فى جميع التقلبات الزمانية عرضة لحوادث شتى أعقبت خرابها وخراب ما حولها من البلاد، ويعلم من موقعها الجغرافى أنها من أهم النقط العسكرية، وأن أهميتها بالنسبة لديار مصرفى الأزمان القديمة، كانت كأهمية مدينة الطينة أو الفرما بالنسبة لبلاد الشام، وقد مر بها عمرو بن العاص عند توجهه إلى فتح إسكندرية، ومر بها قبله قيصر الروم فى محاربته لمتريدات، وكانت فى هذه الأزمان الأخيرة طريق جيش الفرنساوية مع بونابارته بعد أخذه إسكندرية. وكانت فى الأزمان السابقة حصينة ويرى إلى الآن بعض آثار أسوارها.
ونقل المقريزى عن الذين ينظرون فى الأهوية والبلدان، وترتيب الأقاليم والأمصار، أنه لم تطل أعمار الناس فى بلد من بلدان كورة إسكندرية كطول أعمار أهل مريوط.
[طابوزيريس]
كانت هذه المدينة قريبا من برج العرب فى الجنوب الشرقى منه، وتسمى بين الناس