وقال ابن حوقل: إن أكثر محصولها الأرز، وبها جميع أنواع المحصولات، إذ فى خارج المدينة خراب كثير، والمديرية مأخوذة من اسم المدينة، وكانت فى القديم عليها سور، نظرت بعضه موجودا جهة الصحراء. وكانت أبراجه موجودة لكنها مردومة بالرمل.
[ذكر ديورة الفيوم وكنائسها]
وأما ديورة الفيوم وكنائسها فقد تكلم عليها أبو صلاح وغيره، قال أبو صلاح: إن من ديورة الفيوم ديرين مشهورين، وهما دير قلمون ودير النقلون، ويقال له دير الخشبة، ودير غبريال الملك، وهو تحت مغارة فى الجبل الذى يقال له طارف الفيوم، وهذه المغارة تعرف عندهم بمظلة يعقوب، يزعمون أن يعقوب ﵇ لما قدم مصر كان يستظل بها، وهذا الجبل مطل على بلدين يقال لهما إطفيح شبيلا وشلا، ويجلب الماء لهذا الدير من بحر المنهى، من تحت دير سدمنت، وله عيد يجتمع فيه نصارى الفيوم، وطريقه تنزل على الفيوم، ولا يسلكها إلا القليل من المسافرين.
ودير قلمون فى تربة تحت عقبة يتوصل منها إلى الفيوم، يقال لها:
عقبة الغريق، وبنى هذا الدير على اسم هويل الراهب، وكان فى زمن الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم، ومات فى ثامن كيهك، وفى هذا الدير نخل كثير، ثمره العجوة، وفيه أيضا شجر اللبخ، وثمره بقدر الليمون، وطعمه حلو فى مثل طعم الرامخ، ولنواه عدة منافع.
وقال أبو حنيفة فى كتاب:(النبات): ولا ينبت اللبخ إلا بأنصنا، وهو عود تنشر منه ألواح السفن، وربما أرعفت ناشرها، ويباع اللوح منه بخمسين دينارا، وإذا شد لوح منها بلوح وطرحا فى الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا. وقد بسطنا القول فى ذلك عند الكلام على أنصنا.