ولها ثلاث أبواب متداخلة وأرضها مفروشة بالحجر، وبها محراب وفى وسطها عمود من البناء غليظ حامل لسقفها، ولها منارة قصيرة، ولها مرتب جراية كل يوم من وقف الست زليخا بمقتضى وقفية مكتوبة بالتركى، وفيها قبور جماعة من أكابر المالكية منهم الامام ابن القاسم والإمام أشهب والإمام أصبغ.
[ترجمة ابن القاسم]
أما ابن القاسم ففى ابن خلكان: أنه أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جناده العتقى بالولاء الفقيه المالكى، جمع بين الزهد والعلم، وتفقه بالإمام مالك ﵁ ونظرائه، وصحب مالكا عشرين سنة، وانتفع به أصحاب مالك بعد موت مالك، وهو صاحب المدوّنة فى مذهبهم، وهى من أجل كتبهم، وعنه أخذ سحنون.
وكانت ولادته فى سنة اثنتين، وقيل فى سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وقيل ثمان وعشرين، وتوفى ليلة الجمعة لسبع مضين من صفر سنة إحدى وتسعين ومائة بمصر ودفن خارج باب القرافة الصغرى قبالة قبر أشهب بالقرب من السور، وجنادة. بضم الجيم وفتح النون وبعد الألف دال مهملة مفتوحة ثم هاء ساكنة، والعتقى بضم العين وفتح المثناة من فوق وبعدها قاف. هذه النسبة إلى العتقاء وهم جماعة من قبائل شتى كانوا يقطعون الطريق على من أراد النبى ﷺ؛ فبعث إليهم النبى ﷺ، فأتى بهم أسرى فأعتقهم؛ فقيل لهم العتقاء.
وكان عبد الرحمن المذكور مولى زبيد بن الحارث العتقى، وكان زبيد من حجر حمير، ولما فتح عمرو بن العاص-﵁-الإسكندرية، ورجع إلى الفسطاط اختط الناس بها خططهم، ثم جاء العتقاء بعدهم فلم يجدوا موضعا يختطون فيه عند أهل الراية؛ فشكوا ذلك إلى عمرو فقال لهم معاوية بن حديج-وكان يتولى أمر الخطط -أرى لكم أن تظهروا على هذه القبائل فتتخذون منزلا وتسمونه الظاهر ففعلوا ذلك، فقيل لهم أهل