ولما قدم الأمير محمد بن طغج الاخشيد استتر منه، فإنه كان منعه من دخول مصر، وجمع العساكر لقتاله، فاجتمع له زيادة على ثلاثين ألف مقاتل، وحارب بهم بعد موت تكين أمير مصر، ومرت به خطوب لكثرة فتن مصر، وأحرقت دوره ودور أهله ومجاوريه، وأخذت أمواله، وكان موته فى شوّال سنة خمس وأربعين وثلثمائة، ودفن فى داره. وقد أطال المقريزى فى ترجمته فانظرها، انتهى.
ثم إن مدينة سيوط من سالف الأزمان منبع للأمراء والأفاضل، وفى «رسالة البيان والإعراب» للمقريزى أن فى سيوط طائفة من أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ﵁، يعرفون باسم الشريف قاسم، انتهى.
[ترجمة الجلال السيوطى]
ومن أجل علمائها الجلال السيوطى المترجم نفسه فى كتابه «حسن المحاضرة» بأنه عبد الرحمن بن الكمال بن أبى بكر محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضير بن نجم الدين أبى الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد الشيخ همام الدين الهمام الخضيرى الأسيوطى. قال: وإنما ذكرت ترجمتى اقتداء بالمحدثين قبلى. ولد ليلة الأحد بعد المغرب مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ونشأ بمصر يتيما، وحفظ القرآن وهو دون ثمان سنين، ثم اشتغل بالعلم على جماعة من أكابر العلماء، منهم شيخ الإسلام علم الدين البلقينى، وشيخ الإسلام شرف الدين المناوى، والإمام تقى الدين الشبلى، والإمام محيى الدين الكافيجى، حتى أتقن جميع الفنون ما عدا فنّ المنطق وفن الحساب، فإنه قال: أما علم الحساب فإنه أعسر شئ علىّ وأبعده عن ذهنى، وإذا نظرت فى مسئلة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا، وقد كنت فى مبادئ الطلب قرأت شيئا فى علم