هذا الجامع بظاهر الحسينية مما يلى الخليج تخرب بخراب ما حوله.
أنشأه الأمير جمال الدين أقوش الرومى السلاحدار الناصرى المعروف بنائب الكرك.
توفى سنة سبع وسبعمائة، انتهى مقريزى.
[ترجمة نائب الكرك]
وقال فى ذكر الدور: أن نائب الكرك هو الأمير أقوش الأشرفى جمال الدين، ولاّه الملك الناصر محمد بن قلاوون نيابة دمشق بعد مجيئه من الكرك، ثم عزل واعتقل ثم أفرج عنه وجعل رأس الميمنة لتنكز وصار يقوم له إذا قدم دون غيره من الأمراء.
وكان لا يلبس مصقولا ويمشى من داره التى بين الخرنفش وباب سر المارستان المنصورى إلى الحمام وهو حامل المئزر والطاسة وحده فيدخل الحمام. ويخرج عريانا، فاتفق أن رجلا عرفه فحك له رجله بالحجر وغسله وهو لا يكلمه فلما صار إلى بيته طلب الرجل وضربه وقال له: أنا مالى مملوك ما عندى غلام ما لى طاسة حتى تتجرأ على!.
وكان يتوجه إلى معبد فى الجبل الأحمر وينفرد فيه اليوم والثلاثة ويرجع وذيله على كتفه، وباشر نظر المارستان المنصورى ثم أخرج إلى نيابة طرابلس سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ثم قبض عليه واعتقل فى دمشق ثم نقل إلى صفد ثم أخرج إلى الاسكندرية فمات بها معتقلا سنة ست وثلاثين.
وكان عسوفا جبارا مات عدة من الناس تحت الضرب قدامه، وكان كريما إلى الغاية وعرف بنائب الكرك لأنه أقام فى نيابتها من سنة تسعين وستمائة إلى سنة تسع وسبعمائة انتهى.