بدأتم فأسأتم، وعدتم فتعديتم، فابتداؤكم ملوم، وعودكم مذموم، وليس بينهما فرجة إلا تقتضى الذم لكم والإعراض عنكم، ليرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رأيه فيكم». (انتهى).
وبهذا الشارع من جهة اليمين: عطفة جامع البنات، وهى التى عبر عنها المقريزى بدرب العداس حيث قال: هذا الدرب فيما بين دار الديباج والوزيرية. عرف بعلى بن عمر العداس، صاحب سقيفة العداس، وذكر أيضا عند الكلام على جامع الفخر-المعروف اليوم بجامع البنات-أنه بجوار دار الذهب المجاورة لقبو الذهب من خط بين السورين فيما بين باب الخوخة وباب سعادة، ويتوصل إليه أيضا من درب العداس المجاور لحارة الوزيرية. (انتهى).
وأما جهة اليسار فبها عطفة الصاوى تجاه عطفة جامع البنات، وتعرف أيضا بعطفة الفرن، وهى التى عبر عنها المقريزى بدرب الحريرى فقال: هذا الدرب من جملة دار الديباج ويتوصل إليه اليوم من سويقة الصاحب، وفيه المدرسة القطبية، عرف بالقاضى نجم الدين محمد بن القاضى فتح الدين عمر المعروف بابن الحريرى، فإنه كان ساكنا فيه. (انتهى).
ثم عطفة المنجلة يسلك منها لشارع المنجلة والجودرية والحمزاوى وغير ذلك.
ثم حارة النبوية يسلك منها لحارة الحمام وحارة الأشراقية وغيرها، وبأولها ضريح السيدة عائشة النبوية، عليه قبة صغيرة، وله شباك مطل على الشارع، يعمل لها مولد كل سنة وبهذه الحارة أيضا زاويتان: إحداهما تعرف بزاوية حسن كاشف، يعلوها، مساكن وشعائرها معطلة فى غالب الأوقات، والأخرى زاوية الوزيرى، عرفت بذلك لأن بها ضريح الشيخ محمد الوزيرى، وهى غير مقامة الشعائر لتخربها، ونظرها للأوقاف.
[ترجمة مصطفى كاشف كرد متولى الحسبة]
وفى مقابلتها بيت كبير يعرف اليوم ببيت الفروجى، وكان يعرف أولا ببيت مصطفى كاشف المحتسب وهو-كما فى الجبرتى-الأمير الكبير مصطفى كاشف كرد، تنقل فى الخدم حتى تولى الحسبة فى رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف بأمر مطلق من والى مصر محمد