[(ترجمة الإمام الجليل العز بن عبد السلام الشافعى)]
ومنها محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى بن عبد الله العز الصنهاجى الأصل المنوفى، ثم القاهرى الشافعى، ويعرف، بالعز بن عبد السلام. قدم جد جدّه عبد الله من الغرب، فقطن الخربة من عمل منوف، ثم انتقل ابنه إلى منوف فقطنها وبها ولد العز، وقرأ بها القرآن والتنبيه والألفية فى النحو والمنهاج، وقدم القاهرة فعرض على الأبناسى وابن الملقن والبلقينى وأجازوه، وتفقه بالأبناسى والبلقينى وغيرهما، ودخل دمياط والإسكندرية وغيرهما، وما تيسر له الحج، فحج عنه بعد موته بإيصائه.
وناب فى القضاء عن شيخه الجلال بعد امتناعه زمنا، واستمر ينوب حتى صار من أجلّ النواب، ولم يشرك القاياتى معه فى الصالحية غيره، واشتهر بمعرفة الفقه ومزيد الاستحضار والمداومة على التلاوة فى الليل، مع العفة والأمانة والتحرى فى القضاء، حتى أن الظاهر جقمق لما سأله بعد كشفه عن كائنة البقاعى التى رمى فيها على جيرانه بالنشاب ماذا يجب عليه قال:
التعزير. فحمد عدم مداهنته، وعينّه لقضاء حلب. فاختفى إلى أن استقر غيره، وأعطاه على الجوالى بسقارة الجمال ناظر الجيش، ولشريف أوصافه ظهرت بركتة وكراماته، ومات بعد عصر يوم الإثنين رابع عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثمانمائة، وقد زاد عل التسعين ممتعا بحواسة وقوته ودفن بالتربة المرجوشية. انتهى باختصار.
[(ترجمة الشيخ محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبى السعود الشافعى)]
وفيه أيضا أن منها محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن على الشمس بن أبى السعود المنوفى، ثم القاهرى الشافعى، ويعرف بابن أبى السعود، ولد فى سنة عشر وثمانمائة تقريبا بمنوف ونشأ بها، فحفظ القرآن، والعمدة، والمنهاجين، وألفية النحو، وبداية الهداية للغزالى، وعرض على