وكانت مدة إقامته فى ولاية مصر سنتين وشهرا واحدا، ثم سافر إلى الدّيار الرّومية انتهى باختصار.
[مدرسة الأشرف شعبان]
كانت برأس الرميلة تجاه القلعة أنشأها الملك الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر بن قلاوون فى نحو سنة سبعين وسبعمائة وجعلها من محاسن الدنيا ضاهى بها مدرسة عمه السلطان حسن، ثم هدم أكثرها بعده، أمر بهدمها فرج بن برقوق، ثم بنى مكانها الملك المؤيد شيخ بيمارستانا.
وكانت تولية الأشرف شعبان الملك سنة أربع وستين وسبعمائة، وقتل فى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ولما قتلوه وضعوه فى قفّة مخيطة ورموه فى بئر حتى ظهرت رائحته. وكان من أجلّ الملوك سماحة وشهامة هينالينا محبا لأهل الخير والصلاح والعلماء واقفا عند الشريعة، وفى أيامه حدثت العلامة الخضراء للأشراف وفى ذلك قال بعض الشعراء:
جعلوا لأبناء الرسول علامة … إنّ العلامة شأن من لم يشهر
نور النّبوة فى وسيم وجوههم … يغنى الشريف عن الطراز الأخضر
انتهى من نزهة النّاظرين وقد زال البيمارستان أيضا ومحله الآن على يسرة من يسلك من المنشية من جهة جامع المحمودية إلى المحجر ومن حقوقه حارة المارستان وما جاورها.
[مدرسة الأشرفية]
هى بجوار مدرسة تربة أم الصالح بقرب المشهد النفيسى ذكرها السخاوى فى تحفة الأحباب ولم يترجمها وكذا المقريزى، ولعلها هى التى عبر عنها فى نزهة الناظرين بعنوان تربة؛ فقال: لما قتل الملك الأشرف خليل صلاح الدين ابن الملك المنصور قلاوون فى خروجه إلى البحيرة للصيد سنة ثلاث وتسعين وستمائة ترك طريحا، ثم نقل إلى تربته التى أنشأها