تسمى: الصوامعة يدعى أهل القريتين أنهم أولاد رجل واحد، وتوافقهم فى الطباع والملابس وبعض العوائد ربما يصدق ذلك.
ويقابل نيدة والصوامعة من غربى النيل ثلاث قرى، وهى العجاجية وقلفا ومعيفن، وكلها قريبة من البحر بين سوهاج وجزيرة شندويل، وفيها مساجد ونخيل، وأطيانها عالية يخشى عليها التشريق عند قلة النيل.
[(نيلوبوليس)]
كلمة يونانية معناها مدينة النيل؛ وهو اسم لمدينة قديمة كانت فى غربى النيل بمسافة يسيرة، وكانت من أعمال أرقادية (أهناس) وفى قبليها على مسافة ثمانية عشر ألف متر وخمسمائة، على ما حققه جغرافيو الإفرنج وكان بقربها قرية يقال لها: تشروب، وفى قبليها قرية ببا، وفى غريبها بحر يوسف، فهى بينه وبين النيل؛ وكان بها معبد النيل، على غاية من الزخرفة.
وكان لها كهنة مقيمون به، وكان للنيل معابد وكهنة فى عدة مواضع على شاطئه؛ لأن المصريين كانوا يقدسونه، كما يقدسون غيره، ويقربون له القرابين، وكانت عادتهم فى ذلك أن لا يذبحوا الثور قربانا، إلا إذا كان مستوفيا لشروط مقررة عندهم، منها: أن لا يكون فيه شعرة سوداء ولا بيضاء، احتراما للعجل أبيس، فإنه كان فيه سواد وبياض.
فكانوا لا يذبحون إلا الأشعل أو الأصهب؛ لأن هذه كانت صفة تيفون.
الذى هو فى زعمهم إله الشر، ويزعمون أن أرواح أصحاب الشرور والقبائح لا تحل بعد خروجها من أجسادها إلا فيما هذه صفاته.
وكان لهم قسيسون يختصون بالكشف عن ذلك. فإذا أرادوا ذبح ثور أتوا به إلى القسيس فينظره ظهرا وبطنا ويخرج لسانه، فينظر فيه، فإذا وجده مستوفيا للشروط، خاليا عن الموانع رضيه لذلك، فيعلمه بعلامات القبول.