الظاهر. ذكر هذا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب التجيبى فى كتاب خطط مصر، وهى فائدة غريبة يحتاج إليها فأحببت ذكرها انتهى بتصرف وفى حسن المحاضرة: قال ابن حبان:
كان ابن القاسم حبرا فاضلا تفقه على مذهب مالك وفرّع على أصوله، وكان زاهدا صبورا مجانبا للسلطان، وروى عن ابن عيينة وغيره وروى عنه أصبغ وسحنون وآخرون انتهى
[ترجمة الإمام أشهب]
وأما الإمام أشهب ففى ابن/خلكان أنه أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسىّ ثم الجعدى الفقيه المالكى المصرى، تفقه على الإمام مالك ﵁، ثم على المدنيين والمصريين.
قال الإمام الشافعى ﵁: ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه، وكانت المنافسة بينه وبين ابن القاسم وانتهت الرياسة إليه بمصر بعد ابن القاسم، وكانت ولادته بمصر سنة خمسين ومائة: وقال أبو جعفر الجزار فى تاريخه ولد سنة أربعين ومائة، وتوفى سنة أربع ومائتين بعد الشافعى بشهر وقيل: بثمانية عشر يوما، ودفن بالقرافة الصغرى بجوار قبر ابن القاسم، ويقال: إن اسمه مسكين وأشهب لقبه والأول أصح، وكان ثقة فيما روى عن مالك ﵁.
وقال القضاعى: كان لأشهب رياسة فى البلد ومال جزيل وكان من أنظر أصحاب مالك. قال الشافعى ﵁: ما نظرت أحدا من المصريين مثله لولا طيش فيه، ولم يدرك الشافعى رحمه الله تعالى بمصر من أصحاب مالك ﵁ سوى أشهب وابن عبد الحكم.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت أشهب يدعو على الشافعى بالموت ذكرت ذلك للشافعى فقال متمثلا:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت … فتلك سبيل لست فيها بواحد
فقل للذى يبقى خلاف الذى مضى … تزود لأخرى غيرها فكأن قد