أحد مسالمة القبط وناظر الذخيرة أيام الناصر حسن بن بن قلاوون، وهو خال الوزير نصر الله بن البقرى، وأصله من دار البقر بالغربية، نشأ على دين النصارى وتعلم الحساب، ثم أسلم وتقلب فى الوظائف الشريفة وأنشأ هذه المدرسة فى أبدع قالب وأبهج ترتيب، وجعل بها درسا للشافعية ورتب بها ميعادا وإماما حسن القراءة طيّب النغمة ولم يزل على حالة السيادة والكرامة إلى أن مات فى سنة ست وسبعين وسبعمائة ودفن بمدرسته هذه، وعلى/قبره قبة فى غاية الحسن ثم استجد فيها منبر وأقيمت بها الجمعة فى سنة أربع وعشرين وثمانمائة بإشارة علم الدين داود الكوبر كاتب السر، وقد ذكرنا ترجمة ابن البقرى فى دار البقر انتهى باختصار.
وهى مقامة الشعائر والجمعة والجماعة، وبها القبة إلى الآن وعلى يمين المحراب حجر منقوش فيه تاريخ تجديدها وهو سنة ست وأربعين وسبعمائة، وكان بها مصحف من وقف السلطان قايتباى طوله خمسة أشبار نقل إلى الكتبخانة الخديوية بسراى درب الجماميز.
[زاوية البكتمرى]
هذه الزاوية فى حارة سيدى مدين، بها ضريح منشئها سيدى عبد الرحمن البكتمرى، وهى مقامة الشعائر تامة المنافع، ولها أوقاف تحت نظر الديوان، وفى الضوء اللامع للسخاوى أن البكتمرى
[ترجمة البكتمرى]
هو عبد الرحمن بن بكتمر السند بسطى، ثم القاهرى أحد أصحاب الزاهد، وصاحب الزاوية المجاورة لجامع شيخه، وفيها محل دفنه، أخذ عنه جماعة كثيرون منهم محمد البدوى، وذكروا له أحوالا صالحة. وكانت له طاحون يقتات منها ويعمر من فاضلها الزاوية المشار إليها التى لم يكملها، وإنما أكملها صاحبه الشيخ مدين. مات سنة أربعين وثمانمائة أو قبلها انتهى.