وتجاه هذه الزاوية قبر الشيخ عبد الله المعروف بابن الصبان.
قال فى خلاصة الأثر: عبد الله بن محمد بن عبد الله المصرى العابد الزّاهد المعروف بابن الصبان؛ لأنّ والده كان يبيع الصابون فى باب زويلة، سكن بمدرسة ابن حجر بخط حارة بهاء الدين فأقبل الناس عليه واشتهر ذكره وبعد صيته، ولم يزل يسبح فى رياض الأذكار إلى أن توفى سنة إحدى بعد الألف.
وذكره المناوى فى طبقات الأولياء. قال: أنه قرأ القرآن عند ابن المناديلى بباب الخرق، ثم غلب عليه الحال وهو فى سن الاحتلام فكان يهيم ويصعق، ثم حبب إليه لزوم مجلس الشيخ محمد كريم الدين الخلوتى فأخذ عنه وسكن زاوية الشيخ دمرداش؛ فناب عن بعض أولاده فى عدة وظائف وأقرأ بها الأطفال، ثم استأذن الشيخ أن يترك أكل الحيوان وما خرج منه فمنعه، ثم أذن له ففعل فرّق حجابه وقويت روحانيته، ثم حصل له لمحة من التّجلى البرقى وغاب عن حواسه وصار يأكل كل يوم عدة من رؤوس الغنم ويشكو الجوع والنار، ثم أنحل ذلك وأجازه الشيخ بالإرشاد، ولما مات الشيخ شرع يلقّن ابنه فتشوش جماعة الشيخ وقالوا: ولد الشيخ أحق بإرث المشيخة، وتوجه منهم جمع إلى زاوية دمرداش، فضربوه وأخرجوه من الخلوة بجماعته، فشكاهم إلى شيخ الحنفية ابن غانم المقدسى وشيخ الشافعية الرملى، فأرسلا يقولان: إن لم يحسن الكف عن هذا الرجل وإلا أخبرنا الحاكم بما نعلمه من أحوال الفريقين. ثم تحول إلى مدرسة ابن حجر إلى أن مات ودفن تجاهها، وبجانب قبره دفن أخوه محمد بن محمد الخلوتى.
قال المناوى: كان صالحا متعبدا ريض الأخلاق حسن الشمائل مشاركا لأهل الحقائق، وكان لا يأكل إلا من عمل يده يعمل المناخل ويتقوت من ثمنها مع ملازمته للجد والاجتهاد لا يغفل طرفة عين، وكان محمدىّ الصفات إن ذكرت الدنيا ذكرها معك، وإن ذكرت الآخرة ذكرها معك، وليس للغضب عليه سبيل، ويصلى الصبح بوضوء العشاء، وأقام فى مكة سنين يفتصد فى كل أسبوع مرتين لحر القطر وحدة الاشتغال، وحج فى آخر عمره ورجع مريضا فمات سنة سبع بعد الألف انتهى.