يوجد من هذا الاسم قريتان فى مديرية الدقهلية: طا النامل الشرقية، وطا النامل الغربية، بينهما نحو نصف ساعة وأرضهما خصبة جيدة المتحصل ويزرع بها قصب السكر بكثرة وبعد كل عن المنصورة نحو ثلاث ساعات أولاهما على ترعة المنصورية من جهة الغرب وأطيانها فى البر الشرقى وأبنيتها بالآجر وبها جامع متين وأشجار على شاطئ المنصورية وعدة توابيت كذلك، وكان بها جملة سواق معينة موزعة فى أراضيها، حولها أشجار جميز عتيقة ورىّ أرضها من ترعتى المنصورية وأم جلاجل الكائنة قبلى قنطرة السنايط وقبلى هذه القرية قرية أجا، ثم قرية نقيطة ثم المنصورة، وأما طا النامل الغربية فهى شرقى البحر الأعظم على ثلث ساعة من نوسة البحر وبها أشجار، ورىّ أرضها من البحر والمنصورية وأم جلاجل بالتوابيت زمن الصيف، وبالراحة زمن النيل وكان بها سواق معينة بطلت بحدوث ترعة المنصورية وكلتا القريتين كان يقال لهما قطائع العجوز لما فى (المقريزى) أن/ (المأمون) لما سار فى قرى مصر كان يبنى له بكل قرية دكة يضرب عليها سرادقه والعساكر من حوله، وكان يقيم فى القرية يوما وليلة فمرّ بقرية طا النامل فلم يدخلها لحقارتها، فلما تجاوزها خرجت إليه عجوز تعرف (بمارية القبطية) صاحبة القرية وهى تصيح، فظنها (المأمون) مستغيثة (متظلمة) فوقف لها وكان لا يمشى أبدا إلا والتراجمة بين يديه من كل جنس، فذكروا له أن القبطية قالت: يا أمير المؤمنين نزلت فى كل ضيعة وتجاوزت ضيعتى، والقبط تعيرنى بذلك وأنا أسأل أمير المؤمنين أن يشرفنى بحلوله فى ضيعتى ليكون لى الشرف ولعقبى، ولا تشمت الأعداء بى، وبكت بكاء كثيرا فرقّ لها (المأمون) وثنى عنان فرسه إليها، ونزل فجاء ولدها إلى صاحب المطبخ وسأله كم تحتاج من الغنم، والدجاج، والسمك، والتوابل، والسكر، والعسل، والطيب، والشمع، والفاكهة، والعلوفة، وغير ذلك مما جرت