دميرة القبلية من ناحية السمنودية، ودميرة البحرية من السمنودية أيضا، وإلى أحدهما ينسب أبو تراب عبد الوهاب بن خلف بن عمرو بن زيد بن خلف الدميرى، ويعرف بخلف، مات بدميرة سنة تسعين ومائتين. (قاله فى مشترك البلدان).
وفى القاموس: دميرة كسفينة، قريتان بالسمنودية، من احداهما عبد الوهاب بن خلف، وعبد الباقى بن الحسن محدثان. ا. هـ.
أما دميرة البحرية فهى، قرية من مديرية الغربية بمركز سمنود موضوعة على تل قديم غربى بحر شبين بنحو خمسمائة متر، وفى جنوب ناحية بهوت بنحو خمسة آلاف متر، وشرقى نبروه بنحو أربعة آلاف متر، وأغلب أبنيتها بالطوب اللبن، وبها مسجد يعرف بمسجد الأربعين له منارة، وبه ضريح يقال له ضريح الأربعين، يعمل لهم مولد سنوى ثلاثة أيام بعد المولد الأحمدى الكبير، وجامع سيدى برهان، وجملة زوايا.
وبها معمل دجاج، ولها سوق كل يوم أربعاء، وبها شجر التوت بكثرة وكان بها دود الحرير، وكان تكسب بعض أهلها من استخراج الحرير منه.
وكان فيها ست فوريقات لصناعة النوشادر وذلك فى زمن الفرنساوية، وكان لأهلها دراية فى صناعته، فكانوا يصنعونه من هباب الأفران وغيرها، وكيفية استخراجه:
أن يوضع خمسون رطلا من الهباب فى قرعة من الزجاج فتمتلئ بذلك، ثم ينقص من حلقها مقدار أصبعين، ثم توضع القرعة فى الفرن من دون سدّ، وتقوى النار أولا لأجل تصاعد الماء الذى فى الهباب، ثم تسد القرعة بجزء من الملح وتستمر النار ثلاثة أيام بلياليها، ثم تكسر القرعة فيوجد فى أعلاها قالب من النوشادر وزنه ستة أرطال.
والآن قد بطلت هذه الفوريقات وغيرها من فوريقات النشادر، كفوريقة المنصورة وفارسكور وطندتا ودمنهور وبرنبال، وكذلك فوريقات القاهرة وبولاق. وكان المستخرج من جميع تلك الفوريقات كافيا لجميع لوازم أوربا فى تلك الأزمان. ومما تقدم يعلم أن هذه القرية من القرى المعتبرة فى ديار مصر.