يبتدئ من آخر شارع جامع البنات وينتهى لأول شارع الحين عند قنطرة باب الخرق التى ذكرها المقريزى فقال: إنها على الخليج الكبير كان موضعها ساحلا وموردة للسقائين فى أيام الخلفاء الفاطميين، فلما أنشأ الملك الصالح نجم الدين أيوب الميدان السلطانى بأرض اللوق وعمر به المناظر فى سنة تسع وثلاثين وستمائة أنشأ هذه القنطرة ليمر عليها إلى الميدان المذكور، وقيل لها قنطرة باب الخرق. (انتهى).
(قلت): وقد بقيت على حالها إلى أن فتح شارع محمد على فى زمن الخديو إسماعيل، وكنت إذ ذاك ناظرا على ديوان الأشغال فهدمت هذه القنطرة، وعمل بدلها قنطرة جديدة تحت الميدان الكائن تجاه سراى الأمير منصور باشا.
وبأول هذا الشارع من جهة اليمين ضريح سيدى شاهين داخل مزار صغير وله شباك على الشارع، ثم ضريح سيدى محمد أبى النور داخل زاوية صغيرة أنشئت له بأمر الخديو إسماعيل، وكان أولا تجاه باب درب سعادة داخل قبة صغيرة هناك، ثم عند عمل الميدان أخذت هذه القبة فيه بعد نقله منها ودفنه تجاه سور جنينة السراية، وعملت له الزاوية المذكورة.
ويغلب على الظن أن هذه القبة حدثت أخيرا لأنها لم تكن قديمة البناء وأن محلها كان به مسجد يانس الذى ذكره المقريزى حيث قال: هذا المسجد كان تجاه باب درب سعادة خارج القاهرة، ثم ذكر سبب بنائه فقال: وكان الأجل المأمون-يعنى الوزير محمد بن فأتك البطائحى-قد انضم إليه عدة من مماليك الأفضل بن أمير الجيوش، من جملتهم يانس، وجعله مقدما على صبيان مجلسه، وسلم إليه بيت ماله، وميّزه فى رسومه. فلما رأى المذكور فى ليلة