للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جامع لاشين السيفى]

هو بشارع الحوض المرصود قرب ورشة الأسلحة عن يمين السالك من الصليبة إلى قناطر السباع والبغالة منقوش على شق بابه فى الحجر (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)، الآية. وعلى شقه الآخر: أمر بإنشاء هذا المسجد السلطان الملك الظاهر جقمق فى تاسع شهر شعبان سنة ٨٥٤ وباقى التاريخ مطموس. وبأعلى ذلك: محمد جقمق أبو سعيد عز نصره.

وطرقة الباب مفروشة بالرخام الملون وبه أربع بوائك من الحجر قائمة على أعمدة من الرخام وبه ضريح وله منارة ومطهرة وبئر.

ومن وقفه منزل وثمانية دكاكين بجواره وله مرتب بالروزنامجه وبعض أحكار، وشعائره مقامة من ذلك تحت نظر الشيخ على سيد أحمد.

وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن لاشين هذا هو لاشين الظاهرى جقمق حسام الدين الزرد كاش ويعرف باللالا، وقد يقال بالشين بدل الجيم اشتراه استاذه قبل سنة ست وثلاثين فى حال إمرته وأعتقه، فلما تسلطن كتبه خاصكيا ثم جعله خاصكيا تم أمير عشرة وجعله لالة ولده الفخرى عثمان المستقر بعده فى السلطنة فدام على ذلك سنين.

وعمّر جامعا بالجسر الأعظم بالقرب من الكبش على بركة الفيل فى سنة أربع وخمسين وأوائل التى بعدها، وجعل عليه أوقافا جمة ثم استقر بعد موت تغرى برمش اليشبكى بمكة فى سنة أربع وخمسين زرد كاشا وهو على اقطاعه الأول إمرة عشرة، واستمر إلى أن رقاه المنصور لشد الشر بخاناه.

ثم صار فى أيام الأشرف قايتباى أمير مجلس وتأمر على المحمل فى سنة ثمانين.

وكان عاقلا ساكنا فيه فضل وتقريب لبعض الأخيار، ولما كبر وظهر عجزه إلا فيما لا بد منه ولزم أكبر أولاده الشهابى أحمد المشى عنه فيما عدا ذلك أعفى عن الخدمة إلى أن مات يوم الأربعاء ثانى عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين ودفن بتربته فى القرافة رحمه الله تعالى.

***