للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد بالقاهرة وسمع من ابن الجميزى وحدث وكتب فى الإنشاء وساد فى دولة المنصور بن قلاوون بعقله ورأيه وهمته، ولم يكن مجيدا فى صناعة الإنشاء إلا أنه دبر الديوان وباشره أحسن مباشرة، ومن شعره:

إن شئت تنظرنى وتنظر حالتى … فانظر إذا هب النسيم قبولا

فتراه مثلى رقة ولطافة … ولا جل قلبك لا أقول عليلا

فهو الرسول إليك منى ليتنى … كنت اتخذت مع الرسول سبيلا

ولم يزل هذا الجامع عامرا إلى أن حدثت المحن سنة ست وثمانمائة، واختلت القرافة لخراب ما حوله وهو اليوم قائم على أصوله، انتهى ملخصا.

وبقرب مشهد الإمام الليث بين الإمام الشافعى وسيدى عقبة عن يمين الخارج من البوابة التى يتوصل منها لسيدى عقبة مشهد يعرف بإخوة سيدنا يوسف ، والآن لم يبق لتلك البوابة أثر.

قال السخاوى فى كتاب المزارات: هو مشهد له بابان يعرف باليسع وروبيل، ويقال:

أن به روبيل بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام وكل ذلك غير صحيح.

وسبب التكلم به وإشاعته ما حكى ابن عثمان فى تاريخه: أن رجلا/بات فى هذا المكان وقرأ سورة يوسف ونام فرأى قائلا يقول: هذه والله قصتنا من أعلمك بها؟ فقال:

القرآن الذى أنزله الله على قلب نبيه محمد ، فمن أنت؟.

قال: أنا روبيل أخو يوسف.

فلما أصبح أخبر الناس بما رأى فبنوا عليه هذا المشهد، والمكان مبارك يزار بحسن النية ولم ينقل عن أحد من أهل التاريخ أن أحدا من الأنبياء مات بمصر غير يوسف الصديق بن يعقوب عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وحكايته مشهورة فى دفنه ونقلته، انتهى.

ويؤخذ من حاشية ابن عابدين على الدر المختار (١): أن يعقوب مات بمصر فإنه قال فى الجنائز عند الكلام على نقل الميت: وأما نقل يعقوب ويوسف من مصر إلى الشام ليكونا مع أبائهما الكرام فهو شرع من قبلنا ولم يتوفر فيه شروط كونه شرعا لنا اه.


(١) راجع (المصدر المذكور ٦٢٩:١ الطبقة الثالثة بولاق ١٣٢٣ هـ).