وفى كتاب المزارات للسخاوى: أن بمشهد الإمام الليث أيضا قبر ابنه الإمام الفقيه المحدث شعيب بن الليث بن سعد كان من أجلاء العلماء المعدودين المحدثين. قال ابن أبى الدنيا: حج شعيب بن الليث سنة فتصدق بمال فمر عليه رجل من العلماء فسأل عنه فقيل له: هذا الكريم ابن الكريم مات ﵀ بعد أبيه وعلى قبره باب يغلق ومعه فى القبر أخوه لأمه محمد بن هارون الصدفى
وقد ذكرنا أيضا (ترجمة سيدى شعيب مع ترجمة والده بقلشندة) وبالمشهد أيضا قبر الشيخ جمال الدين وهو القبر الخشب الذى على باب المشهد.
كان مشهورا بالصلاح وكان الناس يتبركون به ويرون منه أحوالا وكان الغالب عليه الجذب.
وبالتربة أيضا جماعة من القراء والخدم وعند الخروج من الباب الشرقى تجد قبرا من حجر تحت عقد السلم الذى يصعد منه إلى السطح. قيل: أنه قبر سعد بن عبد الرحمن والد الإمام الليث ﵁ عده القرشى فى طبقة التابعين والأصح: أنه لا يعرف له قبر.
وإلى جانب المشهد من الجهة الشرقية تربة بها قبر الشيخ أبى بكر الهاوى وعز الدين البلقاوى وعند شباك مشهد الإمام قبر شبل الدولة العسقلانى.
هكذا مكتوب على عمود القبر وأنه توفى سنة تسع وعشرين وستمائة، انتهى.
وهناك مشاهد كثيرة فانظرها فى كتاب المزارات، ويعمل للإمام الليث مقرأة كل ليلة سبت كمقرأة الإمام الشافعى ﵄، وهى مختصة من عدة أجيال بالطائفة الدلجية من قرية دلجة بالصعيد الأوسط قرب ملوى. فمنهم: الشيخ والقرّاء كأنها وراثة فلذا استثناهم الأمير عبد الرحمن كتخدا من رواق الصعايدة بأمر الشيخ على الصعيدى.
وإلى الآن لا حق لهم فى رواق الصعايدة ولا يكتبون فى دفترهم لاختصاصهم بمرتباته من جراية وخلافها.
ويعمل له مولد فى شهر شعبان بعد مولد الإمام الشافعى ﵄.
ويزعم بعض أهل العلم: أن زاوية الإمام الليث ﵁ فى محل جامع ابن عبد الظاهر ولا دليل له على ذلك غاية ما فى المقريزى: أن هذا الجامع قبلى قبر الإمام الليث كان موضعه يعرف بالخندق. أنشأه القاضى فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر ابن نشوان بن عبد الظاهر الجذامى السعدى الروحى من ولد روح بن زنباع الجذامى بجوار قبر أبيه، وأقيمت فيه الجمعة سنة ثلاث وثمانين وستمائة.