للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[إدفا]

بهمزة مكسورة فدال مهملة ساكنة ففاء فألف، ويقال: فيها إتفا بالمثناة الفوقية بدل الدال، قرية من مديرية جرجا بقسم سوهاج فى شمالها الغربى وغربى ترعة السّوهاجية فى حوض العزيزات، وهى غير مدينة أدفو التى بأقصى الصعيد ولها شبه بالمدن، وفيها جامع بمنارة ومساجد أخر.

وبها أشراف وعلماء وبها تلول هى آثار بلد قديمة وقد وجد فى تلولها زمن تفتيش لطيف باشا على الأقاليم القبلية مطمورة مملوءة قمحا، يقال إنه ضل عنها صاحبها وادعى على آخر أنه سرقها، وقد حسبت مدتها فوجدت نحو ستين سنة ولم يتغير قمحها، وقد عرض من قمحها على المرحوم سعيد باشا، وهكذا عادة البلاد ذات التلول، أن يحفروا فيها مطامير لخزن الغلال ويغطونها بنحو متر من التراب وعند فتحها توجد كما وضعت لا يعتريها سوس ولا غيره، ومن نصاراها من صنعته إفراخ بيض الدجاج فى معامل متفرقة فى البلاد القاصية والدانية، وهى قريبة من الجبل الغربى بنحو نصف ساعة وفى قبليها ورشة قطع الأحجار، وبها نخيل وأشجار وأكثر تكسب أهلها من الزراعة وأرضها جيدة خصبة.

وفيها كنيسة قديمة ونصارى بكثرة وفى بعض الكتب القديمة أن كنيستها باسم مارى بخوم الذى كان راهبا فى زمن الأب شنودة وكان يطعم رهبانه الحمص المصلوق، ويقال له:

حمص القله، وهذه القرية هى التى عناها كترمير بقوله:

إن إتفا هى إدفا الواقعة فى بحرى إخميم لأنها فى الغرب المائل إلى الشمال، وفى خطط المقريزى أنه كان يقال لهذا الراهب أبو الشركة يعنى أنه كان يربى الرهبان فيجعل لكل راهبين معلما، وكان لا يمكن أحدا من إدخال الخمر ولا اللحم إلى ديره ويأمر بالصوم إلى آخر التاسعة اه.