كسر من فروعه فرع يخرج من محل الجرح مادة رطبة بيضاء تأخذ فيما بعد لون الحمرة، وتكون لزجة لها رائحة طيبة والشجرة جميعها لها ريح طيب، وطعم الورق سكرى لزج. وثمره معروف عند جميع الصيادلة فى الأندلس وغيرها من الأقطار باسم حب البلسم. ويؤتى بهذه الحبوب فتباع فى مكة، ومنها ينشر إلى باقى البلاد.
وبعض الناس يزعمون أن البشام لا يثمر، ومنهم أبو حنيفة الدينورى، والحق غير ذلك ما لم يكن فى بلاد غير الذى ذكرناها.
ومن أنواع البشام نوع يسمى بقا لم أره ولا يميز الفرق بينهما إلا كثرة التجارب.
ونقل دساسى أيضا عن بعض السياحين: أن شجرة البلسم انقطعت من مصر سنة ألف وستمائة وخمسة عشر ميلادية بسبب غرق حصل لها.
ونقل عن السيوطى عن صاحب كتاب غرائب العجائب: أن بئر البلسم توجد فى أرض مصر بقرب المطرية، يسقى من مائها شجر البلسان. وهو دهن عجيب ينسبون خاصيته إلى ماء هذه البئر بسبب أن المسيح غسل فيه، ولا ينبت فى غير هذا الموضع.
وقد طلب الملك الكامل من والده العادل أن يزرعه فأذن له، ففعل فلم ينجح، فطلب الرخصة فى توصيل ماء بئر المطرية إليه فأذن له، ففعل فلم ينجح. ونقل أيضا عن القزوينى أنه بعد أن سقاه الكام من بئر المطرية نجح، وأن الأرض التى زرع بها مسوّرة ممتدة طولا وعرضا إلى مدى البصر. قال:
والظاهر أن هذا هو الأصح.
فائدة:
[ترجمة ابن سمجون الطبيب]
قال دساسى عن أبى أصيبعة: أن ابن سمجون هو أبو بكر حامد ابن سمجون، وبعضهم يبدل حامد بجابر، وكان فاضلا فى صناعة الطب، متميزا