ليلة فإذا بطائفة من العرب فحملوهم إلى مدينة الكرك، فدفعوا الدنانير لبعض الصيارفة، فوجدوا عليها أنها ضربت فى أيام موسى ﵇، ودفع لهم فى كل دينار مائة درهم، وقيل لهم أن هذه المدينة الخضراء من مدن بنى إسرائيل، ولها طوفان رمل يزيد تارة وينقص أخرى، لا يراها إلا تائه، /ففى هذه العبارة قد جعل المقريزى وادى التيه بعيدا عن السويس، والسياحون أجمعون متفقون على أن التيه هو الوادى الذى بين القاهرة والبحر الأحمر، والمقريزى نفسه وافق على ذلك فى موضع آخر حيث قال: إن دير سرياقوس خارج القاهرة فى بحريها، على بعد أربعة أميال منها، وتيه بنى إسرائيل يبتدئ من المحل المعروف بسماسم سرياقوص، ولا يمكن الجمع بين هذين القولين إلا بفرض أن التيه يبتدئ بالقرب من مصر ويمتد خلف البحر الأحمر فى طول حدود الشام.
[قلشان]
قرية من مديرية البحيرة بمركز النجيلة، فى شرقى فرع سكة الحديد الجديد، وفى جنوب السكة الطوالى، وأغلب بنائها باللبن، وبها جامع بمنارة، وغربيها جنينة مشتملة على فواكه ورياحين، وبداخلها قصر مشيد لمحمد بيك الصيرفى عمدتها، وفى قبليها مقام ولى يعرف بسيدى عامر، يعمل له مولد كل عام أربعة أيام، وبها إحدى عشرة طاحونا ووابور حلاجة لمحمد بيك المذكور، وزمام أطيانها ألفا فدان، وأكثر أطيانها تروى من ترعة أبى دياب، وتكسب أهلها من الزرع وغيره.