ونقل كترمير عن كتاب فى وصف دير الطور لم يعلم مؤلفه، أن قبلى عجرود على مسافة يوم يكون للبحر الأحمر على ساحله الغربى مينا صغيرة تسمى السويس، وبقربها قلعة القلزم، وحدد بعض السباحين بعد قلعة القلزم عن السويس بثمانمائة توازة، وقال آخر إن قلعة القلزم محل مدينة أرسنويه فى شمال السويس على بعد قليل، وفيها يشاهد آثار مجرى من الحجر كان لجلب المياه من بئر نبع، وقال عبد اللطيف البغدادى: إن بقرب القلزم محاجر الصوان الأحمر.
وقال المقريزى: إن القرامطة استولوا على هذه المدينة سنة ٣٦٠ من الهجرة، وأسروا حاكمها، وقال أيضا - عند ذكر التيه - إن التيه أرض قريبة من إيليا، بينهما عقبة لا يكاد الراكب يصعدها لصعوبتها إلا أنها مهدت فى زمان خمارويه بن أحمد بن طولون، والراكب يسير مرحلتين فى بعض التيه حتى يوافى ساحل بحر فاران، حيث كانت مدينة فاران، وهناك غرق فرعون، والتيه مقدر بأربعين فرسخا فى مثلها، وفيه تاه بنو إسرائيل أربعين سنة، لم يدخلوا مدينة، ولا أووا إلى بيت، ولا بدلوا ثوبا، وفيه مات موسى ﵇.
ويقال إن طول التيه نحو من ستة أيام، واتفق أن المماليك البحرية لما خرجوا من القاهرة هاربين فى سنة ٦٥٢ مر طائفة منهم بالتيه فتاهوا فيه خمسة أيام، ثم تراءى لهم فى اليوم السادس سواد على بعد فقصدوه، فإذا مدينة لها سور وأبواب كلها من الرخام أخضر، فدخلوها وطافوا بها، فإذا هى قد غلب عليها الرمل حتى طم أسوارها ودورها، ووجدوا بها أوانى وملابس، فكانوا إذا تناولوا منها شيئا تناثر من طول البلى، ووجدوا فى صينية بعض البزازين تسعة دنانير ذهبا، عليها صورة غزال وكتابة عبرانية، وحفروا موضعا فإذا حجر على صهريج ماء فشربوا منه ماء أبرد من الثلج، ثم خرجوا ومشوا