أفران لخبز العيش لرهبان الجبل والصحراء، وكان هناك حكماء، وباعة يبيعون الفطورات وأنواع المشروبات وغيرها، وكان بالجبل كنيسة بها ثمانية قسيسين، وكان الرهبان يأتون إلى الكنيسة كل أسبوع يوم السبت والأحد، وكان بالجبل مضيفة للغرباء يقيمون بها فى الإكرام والاحترام، ولو أقاموا سنين، لكن بعد أسبوع من ابتداء الضيافة يلزمون الضيف بالأشغال. انتهى.
[مطلب دير الزجاج]
وكثيرا ما تكلم فى تاريخ بطاركة الإسكندرية على دير الزجاج، وأنه كان قريبا من مدينة الإسكندرية، وقد ذكره المقريزى فى خططه فقال: إن هذا الدير خارج مدينة الإسكندرية ويقال له الهنطون وهو على اسم بوجرج الكبير، وأن من شرط بطركية البطرك أن يتوجه من المعلقة بمصر إلى دير الزجاج، ثم أنهم فى هذا الزمان تركوا ذلك. انتهى.
وقال كترمير: قد ذكر فى تاريخ البطاركة أن دير بوسوير الهنطون غربى مدينة الإسكندري. أ. هـ.
وعلى هذا فدير بوسوير هو دير الزجاج المذكور، وأن الهنطون كلمة رومية معناها دير الزجاج.
وقد ذكر فى تاريخ البطارقة أيضا أن عند جبل النطرون مدينة باسم بومينا، والصحراء التى هى بها تسمى بصحراء بومينا أيضا. وقال بعض جغرافى العرب: إن المسافر من ناحية الطرانة فى طريق برقة والمغرب يصل إلى ثلاث مدن خراب فى صحراء واسعة ذات رمل كثير، والعرب تأوى إلى هذه المدن وتختفى هناك لنهب المارين، ويرى بها أبنية مرتفعة، ومحلات معقودة مسكونة ببعض الرهبان، وهناك عين ماء عذب إلا أنه قليل، ومن هناك يتوصل إلى كنيسة بومينا، وهى من أعظم الكنائس، كثيرة الزينة والتماثيل، ولا ينقطع وقود الشمع منها ليلا ونهارا، وفى نهايتها قبر كبير، وصورة جملين من الرخام