وقد ألف الأمير أندريوسى نبذة فى وادى النطرون، ولم يذكر ذلك أيضا، وذكر بعض قدماء المؤرخين من الأقباط فى ضمن سيرة مارى مقار الإسكندرانى؛ أنه كان يجرى فى وادى سيتة نهر، ولكن لم يبين ذلك النهر، فهل أراد به سيلا كان يجرى فى بعض السنة؟، أو أراد به نهرليقوس المذكور فى سيرة مارى أطاناس؟ فإنه يفهم من كلام كثير من المؤرخين أن نهرليقوس خليج كان يتفرع من النيل، ثم يصب فى بحيرة مربوط، فلعله كان يمر بقرب وادى سيتة، وربما يؤيد ذلك أن بلديوس ذكر فى مؤلفاته، أن الراهب أمون عداه وكان يسكن الصحراء الداخلة، وأنه هو أيضا عداه فى مركب، وزعم دبويل أن نهر ليقوس هو المسمى: ببحر بلاما.
وقال سوارى وغيره من مؤلفى الإفرنج:، إن وادى بحر بلاما هو مجرى النيل القديم الذى سده منيس أول ملوك مصر، وجعل النيل يجرى فى مجراه الآن بين الجبلين، وزعم الأب سيكار أن نهر ليقوس كان بالصعيد، وهو المسمى الآن باسم:(أبى حمار). وقال كترمير: إن نهر ليقوس ليس هو بحر بلاما البتة، وإنما هو ترعة خارجة من النيل كانت تصب فى بحيرة مربوط، كما صرح به استرابون الجغرافى، ردمتها الرمال وطمى طين النيل بتعاقب الأزمنة.
وفى تواريخ/النصارى كثيرا ما يسمى جبل النطرون باسم يرنوج، وهذا الاسم يوجد أيضا فى دفتر التعداد فى مديرية البحيرة، وقال أحد مؤلفى الإفرنج: إن بين جبل النطرون ومدينة الإسكندرية أربعين ميلا وقال بلديوس:
إنه على بعد يوم ونصف بعد تعدية بحيرة مريوط، وأن بقربه صحراء عظيمة الاتساع تمتد إلى بلاد الإيتوبيا (النوبة) والمورتانى (بلاد المغرب)، وأن جبل النطرون مأخوذ من اسم قرية قريبة منه تسمى:(النطرية) أهلها يستخرجون النطرون، وأنه اجتمع فى مبدأ ظهور النصرانية فى جبل النطرون نحو خمسين ديرا فيها خمسة آلاف راهب تحت رياسة رئيس واحد، ولم يكونوا ملتزمين للسكنى فى مكان واحد، بل كانوا يتفرقون على رغبتهم، وكان بالجبل سبعة