للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما طال الأمر خربت السقايات، وبنى فوق البئر المذكورة، وتولد فيها كثير من الوطاويط، فعرفت ببئر الوطاويط. ولما أكثر الناس من بناء الأماكن فى أيام الناصر محمد ابن قلاوون عمّر هذا المكان، وعرف إلى اليوم بخط بئر الوطاويط، وهو خط عامر.

(انتهى).

[[دار الأمير صرغتمش]]

وكان به من الدور العظيمة دار الأمير صرغتمش. قال المقريزى: هذه الدار بخط بئر الوطاويط بالقرب من المدرسة الصرغتمشية المجاورة لجامع ابن طولون. كان موضعها مساكن، فاشتراها الأمير صرغتمش، وبناها قصرا واصطبلا فى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، وحمل إليه الوزراء والكتّاب والأعيان من الرخام وغيره شيئا كثيرا. ثم قال: وهى عامرة إلى اليوم يسكنها الأمراء. ووقع الهدم فى القصر خاصة سنة سبع وعشرين وثمانمائة. (انتهى). (قلت) وفى وقتنا هذا تخرّبت هذه الدار وبنى فى موضعها عدة أماكن.

وأما حارة بئر الوطاويط فهى باقية إلى اليوم وتعرف بهذا الاسم، واشتهر بين العامة أن هذه البئر تسمى بئر الست وطواطة، وهى إلى الآن داخل منزل ورثة السيد محمد القارضى.

ويقال إنه من مدة قريبة صار سرقة ما فى الحوانيت التى خلف المنزل المذكور، وبالتحرى عمن سرق والبحث عنه قد قيل إنه ربما نزل هذه البئر، ففى الحال نزلها أحد الحاضرين فوجدها فى غاية العظم والاتساع، ووجد بالقرب من مائها مصطبة معدة للجلوس.

[[جامع أحمد بيك كوهية]]

وبهذه الحارة جامع أحمد بيك كوهية، وهو جامع صغير منقوش بدائره تاريخ سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف. وله منبر ومنارة، وشعائره غير مقامة لاحتياجه إلى العمارة، ونظره للأوقاف.

وضريحان: أحدهما يعرف بالشيخ زرع النوى، والثانى يقال له الشيخ هارون.

وأما جهة اليسار من هذا الشارع فبها: عطفتان غير نافذتين؛ الأولى تعرف بالعطفة الصغيرة. الثانية تعرف بالعطفة الضيقة.

[رابعها: شارع طولون]

ابتداؤه من نهاية شارع الخضرية، وانتهاؤه الخلاء غربى القاهرة عرف بذلك لأن به جامع طولون.