للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة قاسم بيك]

وأما قاسم بيك المذكور فهو أيضا - كما فى الجبرتى - الأمير قاسم بيك المعروف «بالموسقو»، كان من مماليك إبراهيم بيك، وكان ليّن الجانب، قليل الأذى، إلا أنه كان شحيحا لا يدفع حقا توجه عليه. ولما مات خشداشه حسن بيك الطحطاوى تزوج بزوجته وشرع فى بناء السبيل المجاور لبيته بحارة قوصون بالقرب من الداوودية، فما قرب إتمامه إلا وقد قدمت الفرنسيس إلى مصر، فخرّبوه وأخذوا عمده، وبقى على حالته مثل ما فعلوا بغيره. مات المترجم بالشام سنة خمس عشرة ومائتين وألف. (انتهى).

[ترجمة عبد الرحمن بيك]

وأما عبد الرحمن بيك المذكور فهو - كما فى الجبرتى أيضا - الأمير الجليل عبد الرحمن بيك عثمان مملوك عثمان بيك الجرجاوى الذى قتل فى واقعة قرا ميدان أيام حمزة باشا. تقلّد المترجم الصنجقية عوضا عن سيده فكان كفأ لها، وكان متزوجا ببنت الخواجا عثمان حسّون التاجر العظيم المشهور المتوفى أيام الأمير عثمان بيك ذى الفقار، وخلّف منها ولده حسن بيك.

وكان المترجم حسن السيرة، سليم الباطن والعقيدة، محبوب الطباع، جميل الصورة، وجيه الطلعة. وكان محمد بيك أبو الذهب يحبه ويجله ويعظمه، ويقبل قوله، ولا يرد شفاعته.

وكان يميل بطبعه إلى المعارف، ويحب أهل العلم والفضائل، ويجيد لعب الشطرنج. ومن مآثره أنه عمّر جامع أبى هريرة الذى بالجيزة على الصفة التى هو عليها الآن، وبنى بجانبه قصرا، وذلك فى سنة ثمان وثمانين ومائة وألف. ولما أتمه وبيّضه عمل به وليمة عظيمة، وجمع فيها علماء الأزهر فى يوم الجمعة، وبعد انقضاء الصلاة صعد الشيخ على الصعيدى على كرسى، وأملى حديث «من بنى لله مسجدا» بحضرة الجمع.

قال الجبرتى: وقد كنت حررت له المحراب على انحراف القبلة. ثم بعد إملاء الحديث انتقلوا إلى القصر، ومدّت الأسمطة، وبعدها الشربات والطيب، وكان يوما سلطانيا.

توفى - رحمه الله تعالى - فى شعبان بمنزله الذى بقوصون جوار بيت الشابورى، ودفن عند سيده بالقرافة وذلك فى سنة خمس ومائتين وألف.

[ترجمة حسن بيك بن عبد الرحمن بيك]

ومات فى إثره ولده حسن بيك المذكور، وكان فطنا نجيبا، يكتب الخط الجيّد، ويميل بطبعه إلى الفضائل وذويها، منّزها عما لا يعنيه من النقائص والرذائل عوض الله شبابه الجنة.

(انتهى).