وهناك مسجد يتبرك به الأبرار، وهو المكان الذى قسمت فيه الغنائم عند استيلاء الصحابة ﵃-على مصر. (انتهى).
[منظرة المقس]
وذكر عند الكلام على منظرة المقس أنها كانت من جملة مناظر الخلفاء الفاطميين، وكانت بجوار جامع المقس من الجهة البحرية، وهى مطلة على النيل، وكان حينئذ ساحل النيل بالمقس وكانت هذه المنظرة معدة لنزول الخليفة بها عند تجهيز الأسطول إلى غزو الفرنج، فتحضر رؤساء المراكب بالشوانى، وهى مزينة بأنواع العدد والسلاح، ويلعبون بها فى النيل حيث الآن الخليج الناصرى تجاه الجامع، وما وراء الخليج من غربيه.
[جامع المقس]
ثم قال: وقد خربت هذه المنظرة، وكان موضعها برجا كبيرا، صار يعرف فى الدولة الأيوبية بقلعة المقس، فلما جدّد الصاحب الوزير شمس الدين عبد الله المقسى جامع المقس على ما هو عليه الآن فى سنة سبعين وسبعمائة هدم هذا البرج، وجعل مكانه جنينة شرقى الجامع وتحدث الناس أنه وجد فيه ما لا والله أعلم.
[محل الجنينة التى كانت فى قلعة المقس]
(قلت): ومحل هذه الجنينة الآن بعض الشارع الذى تجاه جامع أولاد عنان، وقد بقى أثرها إلى زمن الفرنساوية ورسموها على خرطتهم، ولم يكن إذ ذاك مبان موجودة بالضفة المقابلة للجامع التى بها الآن سبيل أم حسين بيك، المعروف بسبيل أولاد عنان.
[الكلام على الأسطول]
ثم نرجع للكلام على الأسطول لأجل تمام الفائدة فنقول: ذكر المقريزى أن أول من أنشأ الأسطول بمصر فى خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبى الفضل جعفر بن المعتصم، عند ما نزل الروم دمياط يوم عرفة سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأمير مصر يومئذ عنبسة ابن إسحق، ثم قويت العناية بالأسطول فى مصر منذ قدم المعز لدين الله، وأنشأ المراكب